لكم كنت أقف مستغرباً، ومتعجباً، ومندهشاً وأنا اسمع البعض يحكي تلك الحكاية اليمنية الشهيرة التي تتحدث عن أن الفأر هو من هدم سد مأرب العظيم، والحقيقة أنني كنت حينها صغيراً أدرس في الصفوف الابتدائية، ولاكني لا أنكر من أن الفضول وحب المعرفة كان دائماً ما يشدني إلى أن أسال نفسي وأسال من هم حولي :كيف يمكن لهذا الحيوان الحقير أن يهدم سد مأرب العظيم، والحقيقة أنني كنت أجد روايات مختلفة عن الدور الذي لعبه الفأر في هدم سد مأرب العظيم، ولكن، الإجابة الوحيدة التي كانت تلقى قبولاً عندي، وتخفف من اندهاشي هي أن الفأر هذا الحيوان الصغير ينتمي إلى فصيلة (القوارض) وانه أي الفأر قد ظل يقرض وذريته جوف السد حتى أفسدوه مما جعله خاوياً هشاً فلم يستطع الصمود أمام السيول.
-قبل أن تُبدي استغرابك أخي القارئ دعني أقول إن ما عاد بذاكرتي عن هذه الحكاية هو ذلك ألخبر الذي قرأناه على شاشة قناة (اليمن) صباح يوم 23/9/2011 الخبر الذي كان مفاده مفاجأة لليمنيين بشكل خاص والمهتمين بالشأن اليمني بشكل عام إذ كان يحكي (عن وصول علي صالح إلى البلاد عائداً من رحلة علاج في العربية السعودية)..!!! هكذا..! فجأة..! بهذا الصمت..!!!
-علي صالح يعود بهذا الشكل مستحيل، علي صالح من كان يضج الدنيا عند سفره، وعند عودته يمتلئ المطار، وتمتلئ الشوارع، ويمتلئ القصر بالمستقبلين والمرحبين وال... وال...، علي صالح يعود إلى اليمن متخفياً متسللاً كالفأر حين يتسلل إلى المنازل..!! نعم لقد عاد متسللاً كالفأر بل انه فأر بل أكبر الفئران.
-فإذا ما كان الفأر قديماً قد نخر في عضد سد مأرب العظيم فأفسده، فانا هذا العائد خلسةً قد نخر لأكثر من 33 عاماً في عضد الاقتصاد اليمني فرخ فيه، وعبث به، وراح يقرض عائدات البترول، ويقرض عائدات الغاز, ويقرض عائدات الضرائب، ويقرض عائدات الثروة السمكية، ويقرض المعونات، ويقرض..، ويقرض.. حتى جعل الاقتصاد اليمني هشيماً تذروه الرياح.
-لقد عاث هذا الفأر وذريته في البلاد ظلماً، وفساداً، واستبداداً، ولم يتوقف عند هذا الحد، بل ذهب إلى ما هو أكثر من ذلك، لقد قتل النفس التي حرم الله، قتل الرجال، قتل النساء، قتل الأطفال نعم لقد طغى هذا ألفأر وذريته في البلاد وأكثروا فيها الفساد.
* لذلك كنتم ولازلتم انتم أيها الشباب سوت العذاب الذي سلطه الله على هذا الطاغية نعم إن صبركم وثباتكم وتلاحمكم: يفشل حيله و يجن جنونه،نعم إن صوتكم:سياط تذل وتمتهن كبريائه، هتافكم: زلزال يدك عرشه، ودمائكم الزكية الطاهرة: عار يلطخ ماضيه، وحاضره، ومستقبل