أكثر من 900 شهيد قضوا في هذه الثورة المباركة, ضحوا بأنفسهم لأجل تربة هذا الوطن الطاهرة التي يراد لها غير ذلك.. ألا يستحق وطننا التضحية؟! بلا والله فداك أرواحنا يا وطن.إن هؤلاء الشجعان الذين يتسابقون إلى الموت والفداء لأجل هذا البلد الطيب لا لشيء آخر.. هذا البلد الذي حوله حكم العائلة إلى فيء وغنيمة لهم...ولأولادهم من بعدهم ومن سار على نهجهم.. نهج الضلالة, نهج السلب والنهب, نهج العنجهية واستغفال الشعوب.
تلك الأرواح الطاهرة أزهقت لأنها طالبت بحريتها, بكرامتها,بوطنها المسلوب ولأجل أن نعيش نحن بسلام في وطننا الحبيب. هؤلاء الشهداء للأسف الشديد لم تقتلهم آلة الموت الصهيونية ولا الأميركية! وإنما اغتالتهم يدُ أبناء جلدتهم من باعوا أنفسهم رخيصة في سبيل الشيطان.. الذي كان يفترض بهم أن يكونوا لحماية الحدود وإرساء دعائم الأمن والاستقرار لا لقتل الآمنين وإقلاق السكينة.. فالله المستعان!
بالله عليكم ما ذنب الطفل أنس السعيدي ابن العشرة أشهر؟! وما ذنب الطفلة مرام ابنة الاثنا عشر ربيعاً؟! وما ذنب عزيزة المهاجري؟! هل كانوا يحملون الأر بي جي؟! لا حول ولا قوة إلا بالله.
إن هذا النظام الفاشي مازال يرتكب المجازر تلو المجازر في حق هذا الشعب العظيم في ظل صمت عالمي غير مبرر! من يدعون الديمقراطية والتحرر للشعوب! كانت آخر تلك المجازر مجزرة الزبيري التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.. ومن المفارقات العجيبة أن هؤلاء الشهداء تفرقوا على جميع محافظات الجمهورية من جنوبها إلى شمالها لتؤكد وحدة الهدف وأن وحدتنا هي "وحدة قلوب" وأن تلك الدماء الزكية التي تسفك ليل نهار إنما هي ثمن للحرية وكرامة الشعوب.. ما أطهركم أيها الشهداء! سلامٌ عليكم! طبتم أحياءً وأمواتاً, وطابت أرواحكم في جنان الخلد, هنيئاً لكم الشهادة!!! أما من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء فستطالهم عدالة السماء ولن ينجوا من دعوات الثكلى والأرامل التي ليس بينها وبين الله حجاب, وستطاردهم لعنة التاريخ أينما حلوا.
تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ يدعو عليك وعين الله لم تنم
العزة والخلود للشهداء الأبرار والشفاء للجرحى الأطهار.. والخزي والعار والمذلة للقتلة.. النصر لثورتنا المباركة.