يتساءل الأبينيون بألم: متى تنتهي الحرب الدائرة في زنجبار؟! ويبدو أن حسمها مازال صعب المنال، وهذا ما يهيج شجون النازحين المشتتين في أصقاع الوطن ويضاعف منسوب الضغط النفسي عليهم.. وربما كانت لذلك التباطؤ المتعمد انعكاسات سلبية خطيرة على المستويات النفسية والاجتماعية والمعيشية على النازحين، وخاصة البسطاء منهم، الذين لا طاقة لهم بتحمل كل هذا العناء والصبر الطويل الذي زاد عن حده وتجاوز كل التوقعات.. وقد بدأت فعلاً بوادر اجتماعية "خطيرة" في بعض مدارس الإيواء وهي مؤشرات مغلقة لتداعيات النزوح الذي تجاوز عمره الخمسة أشهر.
أما أصحاب الشأن.. فهم غارقون في بناء ذواتهم على حساب هذه المأساة الإنسانية التي نزلت كالصاعقة على رؤوس النازحين، فالسلطة المحلية للمحافظة إما مشغولة بذاتها أو أن القضية أكبر من حجمها ولا يعفيها ذلك من السعي إلى تخفيف معاناة النازحين بما تقدر، وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية مشغول هو الآخر.. فقد هبطت عليه فرصة ذهبية من السماء لم يكن يحلم بها، "فاهتبلها" ببراعة الصيادين ومازال مشغول بها.. إنها ثمن المجهود الحربي لا الحرب وتبقى الحالة النفسية والمعيشية والصحية للنازحين بلا أدنى اهتمام ومن أجل الإمعان في التعذيب الجماعي للنازحين أقدم مقولة على إغلاق معبر "رفح" عفواً "طريق العلم" الرابط بين عدن وأبين لممارسة إذلال الإنسان الأبيني الذي يرجوا الفرج من الله وحده حين عجز البشر عن وضع حد لمعاناتهم ومازال حق العودة إلى الديار لا يعلم حينه إلا الله والراسخون في عمليات تعذيب الشعب وتجريعه مرارة الأزمات.
ومن أجل التنفيس على الذات يتداول النازحون ما يشبه النكتة ومفادها: إن ثلاثة أشياء لا يعلمهم إلا الله:
ـ متى ينزل الغيب؟!
ـ ما نوعية الجنين في بطن أمه "قبل أن يتخلق" ذكر أم أثنى؟
ـ متى يرضى مهدي مقوله بتحرير زنجبار؟
((ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون)) صدق الله العظيم