يتساءل الكثيرون وخاصة أبناء أبين عن سر الضربات الجوية التي استهدفت القبائل في حسان واستهدفت أفراد اللواء "201" في زنجبار فراح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى في صفوف أبناء القبائل ومنتسبي القوات العسكرية، وانقسم الناس في تحليلهم لذلك إلى آراء متعددة، منهم من يرى أن مهدي مقولة هو من يوجه الطيران الحربي بذلك لوقف أي تقدم ملحوظ ضد المسلحين في أبين ليحقق بذلك هدفين: الأول الاستئثار بأكبر قدر من المجهود الحربي على حساب الأرواح والدماء المهدورة.. والثاني هو خوفه من أن انتصار هذه القوى على القاعدة "المفترضة" سوف يحسب لقوى الثورة..
وقد لعب الإعلام الموالي للثورة دوراً سلبياً بهذا الخصوص حين يصف القوى العسكرية والقبلية التي تواجه القاعدة في أبين بالمناصرة للثورة وهذا ما يغيض مقولة فيفعلها، أما الرأي العام الثاني: فيرى أن هذه المبررات لا تكفي لأن يسترخص "مقولة" دماء وأرواح الجنود والضباط بهذه الصورة المزرية التي تثير غضب الجنود والضباط في ساحة القتال وتحرضهم ضده وتجعله في نظرهم ونظر الرأي العام رجالاً غير وطني.
ويعزوا أصحاب هذا الرأي ذلك إلى إمكانية تسلل فكر القاعدة إلى عقول الطيارين، فتشكل لديهم قناعات فكرية بهذا النهج المدمر، مما يجعلهم يستغلون الوضع في أبين ليضربوا ضربتهم تحت مبرر خطأ الإحداثيات كفعل بشري قابل للخطأ والصواب مما يجعل القضية أكثر تمويهاً وغموضاً عن معرفة مدى تغلغل فكر القاعدة إلى قناعات أولئك الطيارين. ويعزز هذا الرأي ما أثير مؤخراً من إشاعات حول دخول شباب ينتمون إلى تنظيم القاعدة في كلية الطيران بصنعاء قبل سنوات!!.
وهناك رأي آخر يرى أصحابه أن من الممكن أن تكون القاعدة قد استطاعت شراء "ذمم" بعض الطيارين، خاصة وأن القاعدة في أبين قد استولوا على أموال كثيرة من بنوك أبين المنهوبة تقدر بالمليارات.. وهذه الفرضية تعززها ثقافة الرشوة السائدة في اليمن بفضل نظام علي عبدالله صالح الذي استخدمها طوال حكمه لإخضاع الرقاب وتذليل الصعاب وحولها بعد الوحدة إلى ما يشبه الثقافة وهي من منجزاته العظيمة.
فأين الحقيقة؟!