يروي لنا القرآن الكريم قصصاً كثيرة لأمم سادت ثم بادت "نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن".
ويرشدنا إلى العوامل التي قادت إلى إبادة تلك الأمم في إشارات قرآنية قوية توضح سبب زوالهم، كي تكون لنا عبـرة ويسرد لنا قصص زوال الحكام الفاسدين المفسدين في الأرض، الذين لا يصلحون..
ومن تلك القصص قصة قوم "صالح" الذين حكموا اليمن قديماً ووصلوا إلى درجة كبيرة من العلو في الأرض، فأصابهم الغرور، فأفسدوا وتجبروا واضطهدوا العباد وعاثوا في الأرض الفساد، فاستحقوا غضب الله، فأهلكهم جميعاً بما كانوا يعملون.
حكاية قوم صالح تذكرنا بما يحصل اليوم في اليمن السعيد، فقوم صالح كانوا يفسدون في الأرض ولا يصلحون، فكان فسادهم وإعراضهم عن الحق سبب زوال حكمهم وإبادتهم.. وآل صالح حكموا اليمن وأفسدوا فيها كثيراً كقوم صالح، وإذا ما عملنا مقارنة سريعة بين الصنفين سنجد أوجه الشبه كبيرة جداً بينهما:
-فقوم صالح كان فيهم تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
-وآل صالح برؤوسهم التسعة الكبار، يفسدون في اليمن ولا يصلحون تماماً كسلفهم قوم صالح وتسعة آل صالح هم:
1.رئاسة مجلس الوزراء.
2.رئاسة مجلس النواب.
3.قيادة الحرس الجمهوري.
4.قيادة القوات الجوية.
5.نائب وزير الإعلام.
6.وزارة الخارجية.
7.وزارة الداخلية.
8.رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر.
9.قيادة القوات الخاصة.
-قوم صالح أرسل الله عليهم "الصيحة"، فأصبحوا في ديارهم جاثمين.
-وآل صالح أرسل الله لهم رسالة "شبه صيحة"، ما حصل في مسجد الرئاسة، لعلهم إلى الصواب يرجعون.. وربما الصيحة هي صيحة الثوار القادمة.
-قوم صالح حاول نبيهم نصحهم وإصلاحهم، لكنهم رفضوا نصائحه وتمادوا في غيهم، فحق عليهم الهلاك.
-آل صالح رفضوا الإنصات لدعوات الإصلاح ونصائح العقلاء حتى من داخل حزبهم ولما عجز المصلحون عن إصلاح آل صالح حرك الله شباب الثـورة وخرج معهم الشعب اليمني وكأنها مقدمة "الصيحة" على آل صالح لزوال حكمهم والدلائل والمؤشرات القوية تشير إلى قرب زوال حكم آل صالح.. وكأن التاريخ يُعيد نفســـه!.
