هل نحسم:
هو السؤال الذي يتبادر إلى من يأمل الخير في القريب العاجل ويعمل على المشاركة في كل اعتصام وفي كل مسيرة ويبحث عن أقصر الطرق، بل وأفضل الحلول للخروج من الأوضاع الراهنة التي يعيشها المواطن في بلادنا من خلال توقف العديد من الأنشطة سواء التجارية وحتى أحياناً الاجتماعية وبالتأكيد إلا السياسية، فالسياسة هي القوت اليومي وأحاديث المجالس ومتعة الشعب المغلوب، المنكوب، الباحث عن حريته وكرامته، ويبدو أننا لن تأتي إلا بقرار أممي أو بوصاية من بلاد العم سام، أو بحزم وإرادة أوباما، ولهذا فإن الحديث عن الوصاية الأمريكية والخارجية والتدخل والعمل على أن هناك أطرافاً تريد الوصاية، كل سيكون خارج نطاق تغطية العقل، وستصبح الجماعات المتعلقة بالوصاية ذهبت هباء منثوراً وعليه فإنه يتطلب منا إعادة بعض تلك الجمعيات وتغيير التسميات إلى جمعة طلب الوصاية وجمعة طلب الحماية وجمعة فرض التدخل الخارجي وجمعة الفضول الإنساني.
لعلنا نقترب ولو قليلا من جمعة النصر، بدلاً من تأخير الحسم أسبوعاً من أجل الخلاف على تسمية جمعة لتكون "اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا"، وأخاف أن تأتي من بعدها اللهم انصر يمننا وعراقنا وبعدها أردننا وصومالنا ونيجرنا وهكذا على تعداد دول العالم كله، وإذا كانت مسألة العودة المبهمة لا تزال إلى اليوم في عقليتي المحدودة القاصر، على التفكير الضيق ـ حسب ما يراه البعض ـ وإن كانوا أكبر مني علماً وأدباً وإدراكاً ومركزاً مرموقاً وظيفيا واجتماعياً وليس أكبر من الله عز وجل، فإن حديث بعض قيادات المعارضة لا تزال عن الحسم وأهمية الحسم وسرعة الحسم وكله عن الحسم وكأننا نستطيع أن نخرج اليوم وكل واحد يقول حسم حسم، وخلاص وكملّنا الثورة، والمسألة ليست مجرد حلم أو طموح بل هي الكثير من العمل الجاد من أجل الوطني، تذكروا من أجل الوطن فقط لا غير.
وإلا نِعْلِم:
سيكتفي الأحبة في الطرف الآخر من بقايا مؤيدي النظام البائد بالنظر إلى حال من تنصب نفسها قيادات لثورة الشباب في ظل الحسم أو التصعيد أو سمّوه ما شئتم ولن يجهدوا أنفسهم كثيراً في البحث عن حلول عملية من أجل البقاء في نظام متهالك يتهاوي كل يوم منذ شهور، بل يكفيهم ظهور أحد متخصصين الكلام والهدرة والخرط ليل نهار ويصرح بأن هناك شهباً أو نيزكاً سيصل إلى اليمن خلال "24" ساعة أو لربما قد وصل وحط في بيت الجندي أو اليماني أو الصوفي واستطاع بفطنته السياسية المشهود لها أن يتحاور مع الغزاة القادمين من الفضاء وأقنعهم بمسألة التعايش بأمان والتداول السلمي للسلطة وعلى الأقل خمسين سنة بخمسين ولكن المشكلة الآن هي من سيحكم في الخمسين السنة حقنا هل من نظام حزب المؤتمر أو من معارضة اللقاء المشترك، وحينها سيدخل الشعب كله في قال وقيل وعِلْم وأقاويل لا حصر لها وحكايات وخرافات وتخمينات وكل واحد سيحلف أنه اشترى طبقاً فضائياً وللأسف نحن سننسى ولو مؤقتاً شيئاً اسمه التصعيد وننتظر كل حكاية لنقول هذي كذب وهذي صدق وإلا هذي تضحك وإلا فلان يقول النظام فيه فساد وكأنه منجز ثوري، كلهم مفسدون في الأرض وكلهم كذابون وإلا لما قامت ثورة على زمرة محدودة تتحكم في العباد وتعبث في البلاد وتهلك الحرث والنسل وكأنهم أوصياء الله على خلقه، حتى الدين لم يسلم من شرهم وآذاهم وأكاذيبهم، حتى التشريع والإفتاء، حتى الحلال والحرام، حتى النفس التي حرم الله إلا بالحق، وفوق هذا تجدنا نحاول أن نكون أسرع منهم في الاستماع والتكذيب والنفي والضحك والمسخرة ونترك كل غاياتنا وأحلامنا وطموحاتنا التي رسمناها سابقاً ونكتفي بالنظر إلى كذب وزيف تلك الوجوه التي غضب الله عليها وجعل فيهم قولاً يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذون بالنواصي والأقدام، ونحاول أن نجمع أفكارنا ونتساءل نحن لماذا كل هذا الجهل المتفشي كالطاعون في عقولنا وفي أرواحنا؟ لماذا نحب الكذب أكثر من الصدق، وماذا بعد يا سادة المؤتمر الشعبي العام، وماذا بعد يا من تسمّون أنفسكم أنصار الشرعية؟ تعلمون جيداً أين يكون الصدق من الكذب بل وتعلمون إن كان فلان يكذب ومع هذا على من تكذبون، بالتأكيد فقط على أنفسكم، ومن يبتدع كذبة ويحاول أن يصدقها فهذا والله أكثر زيفاً وغباءً وجهلاً ممن يستمعها وكأنه سيصدقها، لأن الأول أعلم بالحقيقة ومع ذلك تغابى عنها.
وإلا نُرْقُدْ:
لو سألني أحدكم ماذا في نفسي هذه الأيام؟ سأجيبه بسرعة / النوم النوم، فتخيلوا منذ أيام وكثير من الناس لا يستطيع النوم أبداً في الليل، ولم يتعود على نوم النهار وإن نام نهاراً فإن الخوف سيكون أكبر وأكثر، ولن يدري ماذا يفعل، لا كهرباء يشوف حتى تلفزيون، لا هدوء بسبب الإنفجارات والأصوات المدوية التي ترعب كل طرف بدأ يراوده الكَرَى، لا راحة بال ولا أمن ولا أمان ولا استقرار ولا طمأنينة ولا شيء سوى قناعة تامة بأنها الحرب وإن لم تكن كذلك فهل هي لعب طماش وقرّيح مثلا؟!،لا يوجد يوم واحد في شارع هائل وشارع "16" لا تسمع فيه صوت إطلاق رصاص أيام الهدنة وقذائف وانفجارات هائلة عندما تنتهي الهدنة والمعاهدات التي لا نسمع عنها إلا وقت الانفجار والقلق الحاصل فقط، فبالله عليكم لماذا كل هذا الوضع الإنساني المزري؟، والبعض يتحدث عن بقاء النظام والانتخابات والزعيم أوباما يشكر ويدعو إلى سرعة البت في قضية الخرطة الكبرى وهي قضية دولة النظام القاتل والمتماسك على أرواح ودماء شعبه
مرسى القلم :
طوفان الحق / بصوت المنشد القدير أسامه القاضي ـ يمني مقيم في المملكة ـ آخر الإصدارات الإنشادية الثورية لثورة شباب اليمن، وبكلماتي المتواضعة، وبحضور نخبة من المبدعين في الألحان والتسجيل والتوزيع، شكراً لكل من عمل على نجاح هذا العمل ووفقنا الله وإياكم لما فيه الخير.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
نِحْسِمْ.. وإلاّ نِعْلِمْ.. وإلاّ نِرْقُدْ؟! 2621