انتشر منذ فترة لا بأس بها مرض غريب عجيب أعراضه تتفاوت من شخص لأخر، انتشرت هذه الأعراض في شريحة كبيرة من سكان مدينة عدن، فالغالبية العظمى يشعرون بتعرق شديد وضيق وإحساس إما بارتفاع او انخفاض في الضغط بشكل مزعج ومن الأعراض أيضا الشعور بالغضب والكآبة والحزن والنرفزة في نفس الوقت ويكون الواحد منهم مش طايق نفسه والشياطين تتنطط أمامه .. ونفخ وتأفف مستمريين !!!
والمشكلة انه حتى مع محاولة إيجاد حلول مؤقتة وسريعة من استخدام وسائل وبدائل لمعالجة هذه الآثار الجانبية من اخذ دش بارد أكثر من مرة (في حالة عدم انقطاع الماء) أو الاستعانة بجهاز كهربائي مشحون مسبقاً لتلطيف الجو إلا أن هذه المعالجات باءت جميعها بالفشل ..
الموضوع خطير ويستدعي من الجهات المعنية الوقوف على المشكلة (في ظل تنامي إشاعة ان هذه الجهات نفسها هي المفتعلة لها ؟؟)ويجب ان تتظافر الجهود لإيجاد حلول جذرية لهذا المرض الخطير ومش مجرد تخدير الوضع (بإبر فولتا رين ) ..المرض خطير وقد يؤدي للوفاة كما حدث في مديرية دار سعد وخور مكسر..وقد دق كل الأبواب وعانا منه كل السكان ...الكهرباء !! نعم هي الكهرباء التي أصبحت تعطى لنا بشكل جرعات إلزامية مثل المضاد الحيوي !! ولكن يبدو ان الدكتور عوض طفاح قد أوصى بزيادة الجرعة من كثر الشطارة حتى يشفى الناس بسرعة بسرعة وتفرفر ويسقط الشعب حتى يبقى النظام !!
فبعد ان كانت تطفي في اليوم من مرة وإذا زيدوا به مرتين بمعدل ساعة وان زيدوا به ساعتين أصبحت تطفي من ثلاث إلى أربع مرات وأحيانا أكثر ومن ساعتين إلى "شللك" ثلاث أو أربع أو عشر ساعات في اليوم ؟!
الكهرباء حيوية أصبحت " فرض عين " على كل يمني ويمنية داخل الإطار الجغرافي للجمهورية اليمنية !! ولكن طبيعة الجو في المناطق الساحلية تختلف عن غيرها وعدن منها وسكانها يعانون الآمرين من انقطاعها المستمر ..وباختصار اذا نويت تذهب إلى النوم وكانت جرعة المضاد الحيوي اقصد الكهرباء لم تأتي بعد تجلس على أعصابك وعيونك مسمرة لسقف مش تعد النجوم لا، تراقب المروحة متى بتعلن ساعة الصفر وتتوقف عن الكلام المباح ..وإذا كانت قد حانت ساعة النوم والكهرباء بدرت بالجرعة ولازالت لم تشرف وكأنها في وقت راحة فتظل تنفخ وتنفخ ومن طاقة لطاقة تدور قليل برود في انتظار الموعد السعيد الذي تنفرج فيه أسارير الناس ..ولكن للأسف يا فرحة ما تمت فبعد ان تعلن انه وقت النوم وأص وسكتة وتلصي المكيف إذا كان لم يتعطل من كثر اللصاي والطفياي يجلس الوسواس يلعب براسك ..يا ترى متى بيطفوا ثاني مرة ويا ترى بيحترموا نفوسهم وبيخلونا نرقد هذه الليلة أو ما تبقى منه او لا مثل كل مرة ؟؟!! ويطير النوم من عيونك ...
ففي أوقات كثيرة وإذا كنت سعيد الحظ وحماتك تحبك وأمك داعياً لك تنام من 3 إلى 4 ساعات متواصلة هذا في أحسن الأحوال ..
ففي معظم الأحيان ما ان يبدأ الواحد ينام وتثقل عيونه حتى تقول الكهرباء " طق " وماهي إلا دقائق معدودات حتى يتبخر كل البرود الذي داخل الغرفة وبيدأ الكبار في السب والشتم لأصحاب الكهرباء وللحكومة يا عيال ال.... الله ..., أما الحريم فبعد أن يتعامسوا ويتعامسوا ولكن هيهات فحمى عدن " مش حتقدر تغمض عنيك " أما الأطفال يا عيني تبدأ أصوتهم العذبة تتعالى بالبكاء والعويل وشيئاً فشيئاً حتى تتحول الغرفة الباردة المظلمة النائمة إلى خلية نحل ومخدرة عدني !! الكل يبحث عن نسمة برود ولكن دون جدوى...
هذا السناريو الحزين نعاني منه كل عام بمعدل نصفه تقريباً وفي كل عام يقولو لنا هذه السنة اتخذت الجهات المعنية التدابير وجهزت وفعلت وكله خرط في خرط وكل سنه اسوأ من الذي قبلها لكن هذه السنة هي الأفظع ويبدو أنه في هذه المرة كان عقاباً سياسياً لشعب أكثر منه ضغط زائد في أحمال الكهرباء !!
والخوف كل الخوف أن الوضع لو استمر على ما هو هذه اليومين وفي ظل عقاب كل طرف من " حكومة وشعب " للأخر ستختفي الكهرباء من البيوت وستختفي السيارات التي تحمل رقم حكومي من الشوارع!.
ابتهال الصالحي
بالعدني الفصيح كهرباء حيوي !! 2040