من الواضح أن اليمن يعيش في محنة وأزمة طاحنة بسبب ممارسات النظام وتلكئه في المبادرة الخليجية التي قبلتها المعارضة بجميع أطيافها ووجدت دعمًا عربيًا ودوليًا ولكن من الغريب أن النظام بدلاً من مواجهة هذه الحقيقة والإذعان لإدارة الشعب اليمني الذي لا يرى بديلاً لرحيله يحذر على لسان نائب الرئيس الفريق عبد ربه منصور هادي من اندلاع حرب أهلية باليمن في محاولة للخروج من المأزق الذي وضع فيه نفسه.
على نظام صالح أن يدرك أنه هو المسؤول الأول عن اندلاع الحرب الأهلية لرفضه التوقيع على المبادرة الخليجية ورفض صالح شخصيًا التنازل عن السلطة لنائبه كحل للأزمة ولذلك فإن أي تحذير يطلقه النظام بخصوص الحرب الأهلية أمر مردود عليه ويجب ألا ينطلي على الشعب اليمني الذي يدرك أن النظام هو الذي يمارس القتل والسحل والخراب اليومي ضد اليمنيين بعدما فوت عليه الشعب اليمني بجميع أطيافه وأحزابه الفرصة بممارسة ضبط النفس وعدم الانجرار للاستفزازات التي كانت كفيلة بوقوع البلاد في حرب أهلية طاحنة.
من المؤكد أن نظام صالح بعدما فشل في مواجهة الحقائق وأدرك أن الشعب اليمني قد لفظه تماماً يحاول جر اليمن إلى حرب أهلية وما عمليات القصف اليومي التي تمارسها قوات الحرس الجمهوري ضد أبناء اليمن في كل المحافظات إلا دليلاً واضحًا لا يحتاج إلى برهان ، لأن الهدف واضح وهو جر اليمن إلى مستنقع الحرب الأهلية التي يحذر منها نائب رئيس النظام ويحاول دمغ الآخرين باتهامات بأنهم وراء هذا المسعى رغم أنه يدرك تمامًا أن نظامه هو المسؤول الأول عما آلت إليه الأوضاع باليمن السعيد الذي تحول بسببهم إلى يمن كئيب.
من المهم أن يدرك النظام أن الخروج من هذا المستنقع لن يتم إلا بإخراجه من السلطة وتنازل الرئيس شخصياً وبشكل مباشر ونهائي عن الحكم بدلاً من محاولات الالتفاف حول الحقائق بهدف جر البلاد إلى حرب أهلية ودخوله مستنقع العنف وعدم الاستقرار السياسي والأمني لأن في ذلك تطويلاً لعمر نظامه المرفوض شعبياً لأنه يدرك تماماً أنه لن يستمر في الحكم إلا في ظل عدم الاستقرار.
إن الأوضاع باليمن مرشحة للتصعيد أكثر لأن الرئيس صالح لا يزال يرفض المبادرة الخليجية ولم يقدم أي تنازل لحل الأزمة بل أمر قواته بتكثيف عمليات القصف ضد المعارضين في كل المواقع خاصة في صنعاء الأمر الذي ربما يقود إلى حرب أهلية رتب لها النظام ولكن في محاولة ماكرة منه يحذر من اندلاعها ويدعي أنه مع حل الأزمة وفقاً للمبادرة الخليجية التي يعلم الجميع أن صالح شخصيًا يرفضها ويمانع في التوقيع عليها كسبًا للزمن من أجل ترتيب أوضاعه للدخول في هذه الحرب التي يعد لها العدة.
نقلاً الراية القطرية
رأي الراية القطريه
لا لجر اليمن إلى حرب أهلية 1870