مخطئ من يقول بعد اليوم أن هنالك شرفاء في المؤتمر الشعبي العام، هذا الحزب الذي تحول من الطابع المؤسسي في بداية تأسيسه إلى الحالة الهلامية بعد مصادرته وتحويله إلى حزب الفرد وبزوال هذا الفرد فلا معنى للمؤتمر الشعبي العام.. فأين موقف الشرفاء فيه بعد قنص أو مقتل الطفل أنس الذي لم يتجاوز عمره العشرة أشهر وهو في سيارة والده وهذا لم يحدث سوى في إسرائيل ضد الفلسطينيين؟؟ ناهيك عن مجازر الإبادة الجماعية في شوارع أمانة العاصمة وتعز , لقد كنا نتوقع مواقف حازمة وخاصة من بعض الشخصيات التي كنا نحسبها شخصيات وطنية ولها مواقف جيده كنا نتوقع أن تكون من اللحظات الأولى في مقدمة الثورة، إلا أنها خيبت التوقعات.
ولذلك فباعتقادي أن الشرفاء جميعهم قد انحازوا إلى الثورة بعد مجزرة جمعة الكرامة ومن تبقى منهم لحقوا بركب الثورة بعد محرقة الهلوكست في تعز ومن تبقى بعد مجازر18/9 و19/9 في صنعاء وتعز وضعتهم هذه المجازر أمام خيارين إما أن يعلنوا موقفاً واضحاً ويتبرءون من هذه المجازر كما تبرأ الدكتور أبو ذر عبده الجندي من مغالطات وكذب والده وإما أنهم شركاء في هذه الجرائم وبالتالي ستطالهم يد العدالة طال الزمن أم قصر.. أما إدعاء الشرف المزيف فهذا أمر مرفوض وهو كاذب، لأن الشرف الأخلاقي والشرف الوطني لا يقبل بأي حال من الأحوال ولم يترك أي مساحة للمناورة والكذب في الوقوف في صف القتلة والمجرمين ولم يقبل بقتل الأنفس التي حرم الله قتلها أو قتل العزل وخاصة في وطن يزعم حاكموه أنهم مع الديمقراطية وحقوق الإنسان وهم ينتهكون حقوق الإنسان بدون وازعٍ أخلاقي أو وطني من أجل حاكم فرد مستبد أفقر العباد والبلاد.
إن الشرفاء في هذه الوطن وفي المؤتمر الشعبي العام قد انحازوا للحق وانحازوا للوطن حتى وإن كان بعضهم ألتحق بهذه الثورة بسبب مصالح أفتقدها لكنهم أمام المجهر، وهذا ما جعل عبده الجندي يتندر منهم ويسخر بهم ظانا منه أنه انتقص منهم وهو في الوقت نفسه انتقص من نفسه وحقر نفسه أمام أحرار العالم وشرفاء هذا الوطن ومنهم ولده البار الصالح الدكتور/ أبو ذر عبده الجندي والذي أنطقه الله في براءة صادقة من أبيه وهو قول حق وسيسجلها التاريخ الوطني والنضالي لهذا المناضل الوطني الشريف.
إن هول الجرائم والمجازر التي ترتكب في حق المعتصمين السلميين وشباب الثورة لهو عار وخزي على كل من تبقى من المؤتمر ولم يحدد موقفاً واضحاً وصريحاً من تلك الجرائم البشعة والتي لا تقل بشاعة عن جرائم الصرب في البوسنة والهرسك أو جرائم اليهود في فلسطين، فتلك جرائم ارتكبها يهود وصليبيون ضد المسلمين، أما الجرائم التي ترتكب في حق شباب الثورة في اليمن يرتكبها أناس يدعون زورا وبهتاناً أنهم يمنيون وقد خسئوا في هذا، فاليمني الأصيل الحر لا يقتل أخاه اليمني بهذه الطريقة وتلك البشاعة على كرسي زائل لا محالة وهم زائلون ولن يبقى غير الوطن والحق الذي أحقه الله في هذا الوطن حتى تقوم الساعة.
إن الواقع اليوم يتكلم والمعطيات تشير بما لا يدع مجالاً للشك بأن من تبقى من حزب المؤتمر الشعبي العام هم عبدة الدولار والذهب الأسود وعبدة الشركات التجارية والاستثمارية التي أسسوها في ماليزيا واندنوسيا ودبي نهباً من أموال هذا الوطن ومن أموال المواطنين الذين يتسولون في أبواب السفارات ويبحثون عن فيزات إلى دول النفط التي سخرت إحدى دولها منا جميعاً عندما قررت استقدام عاملات يمنيات للعمل في منازل أثريائها، فيما أموال هؤلاء اليمنيين يستثمرها وينهبها عبدة الدولارات الذين يستميتون في الدفاع عن هذا النظام في الدول الأجنبية وباعوا ثروات هذا الوطن بأبخس الأثمان على كوريا وغيرها وهذا دليل كافٍ وقاطع على عدم أصالة يمنيتهم وانتفاء الشرف الوطني منهم.
محمد الحذيفي
أين موقف شرفاء المؤتمر من مقتل الطفل أنس ؟ 2601