بداية:
تخيلوا أن تظل المنطقة التي اقطن فيها في أمانة العاصمة بدون كهرباء منذ أكثر من 14ساعة متواصلة ، يبدو أنهم لم يعلموا بوصول المبعوثين والمراقبين والوسطاء، أم أن السلك حق الحارة والحارة اللي جوارها والمنطقة بأكملها ونصف العاصمة يمكن اقتطع ،، اللهم اعلم يمكن ليش لا ؟؟ أو يمكن واحد من المعتصمين قام ومسك مقص وفصل الكهرباء يمكن ليش لا؟ أو يمكن المحطة حق الكهرباء واحد من القبائل جاء وشلّها من بقعتها وطفت الكهرباء يمكن ليش لا ؟؟
مفقود:
أصبح وكما هو معلوم للجميع أن منطق العقل في كل ما يدور في ساحة وطننا الحبيب مفقود وليس له وجود اللهم فيما ندر بين الأوساط السياسية سواء بقايا النظام السابق الذي ننتظر إعلان وفاته رسمياً، أو المؤيدون الذين يعتقدون أن لا حياة بدون عناد ، وهكذا تزداد المخاوف كل يوم من زيادة مستوى الجهل المتفشي بين أبناء الوطن وتدني مستوى الوعي الفكري الذي سيترتب عليه العديد من نتائج التخلف وهو مانحن في غنى عنه ، ولدينا الكثير والكثير من مرضى العقول قبل مرضى القلوب عافانا الله وإياكم منهم .
المنطق الواقعي:
تبحث كثيراً عن شيء تحاول من خلاله التوصل إلى حل منطقي بين من يخالفك الرأي ولو لمرة واحدة في مجلس مقيل ويشتد النقاش وترتفع بعض الأصوات وإن كان صوت الحق فيها، فإنك في النهاية تصل إلى قناعة تامة أن السكوت من ذهب حين تجد بعض العقول التي لا تزال تعيش على الأثر الرجعي تتحدث بنفس الكلام وبنفس المنطق وبنفس الفكري الغير واعي لما يحصل في البلدان العربية والقصص هي نفس القصص والحكايات ما بين قطعوا البترول ونهبوا المعارضون والمعتصمون قطعوا الكهرباء والمياه والمعتصمون خربوا علينا وقد كنا في نعمة والمعتصمون قالوا يرحل وإحنا نشتيه يجلس أمير المؤمنين وتسمع أيضاً من بعض من تكن لهم قليل من الاحترام بحكم الزمالة الإعلامية برغم اختلاف التوجهات تبريرات هي الأخرى تعتبر قمة التخلف حين يكذب الشخص ويصدّق كذبته ، وهو ما حصل بالفعل حين سمعت أحد الزملاء يدافع عن الأحمق الذي قال إن رئيسه المحروق بنيران مكائده ‘‘نبي‘‘ وسمعت أغرب تبرير في حياتي حين قال أخونا المدعو بالمنطقي والمدافع عن الصدق أن ما كان يقصده المدعو هو أن مقارنة بعض الناس بصالح، فإن صالح بالنسبة له كنبي، ولكن لا ندري هل من أنبياء الميثاق أم من أنبياء اللجنة الدائمة، أم من أنبياء الوطنية التي يرونها بمنطق واحد وفكر لا يختلف كثيرا عن ما كانوا يتهمون به من يعارضهم سابقا.
ابتداع وتخريف :
بعض كبار السن ويبدو أنه بحكم كبر السن لا يزالوا يعتقدون أنهم في خير وبركة ولا يعرفون ما يعانيه أبناؤهم من أجل توفير لقمة العيش الكريمة ولا ما يتعرضون له على يد النظام السابق من مذلة وهوان أجبرت الكثير على مغادرة أرض الوطن والاغتراب بحثاً عن شيء من الكرامة المفقودة على أرض الوطن ، ويحسبون أن ما يعود عليهم من نفع بخير الله وفضله ومنته عليهم وعلى أولادهم الذين يعيلونهم ويقومون بتحمل كل المتاعب أنه من خير نظام الزيف الذي يجيد الكلام ويترك الأفعال على امتداد أكثر من ثلاثة قرون وتصل الخرافات في بعضهم أنه يعتقد ان من نهبوا الوطن وسرقوا ثرواته قد أصبحوا أغنياء والخوف أن يأتي رئيس جديد وتدعيه الحاجة إلى السرقة من جديد حتى يصل إلى ماوصل إليه الحرامية السابقون من بداية مرحلة القناعة من السرقة كما يعتقدون ، وحتى إن كان هذا الاعتقاد صحيح فان السارق الجديد ليس كالسارق الخبير المتمرس على امتداد قرون من الزمان على النهب والسرقة لا تكفيه الملايين ان لم تكن المليارات وأما السارق الجديد فسيقتنع مبدئيا بالقليل ويحاول عمل الكثير بدلا من الكلام من أجل أن يظهر شيئاً من الوطنية وصدقوني لن تمتد فترة حكم أحد بعد الآن عن فترتين رئاسيتين إن لم تكن فترة واحدة ، ويكفي الشعوب العربية ما حدث في تأريخها قبل الصحوة العربية الكبرى التي نشهدها في اغلب الأقطار العربية إن لم تكن كلها.
في الأثر الرجعي:
أعجب كثيراً من حديث بعض المتوهمين ببقاء نظام صالح الذي لم يعد صالحاً منذ شهور ، وهم يتكلمون عن تأريخ فلان وفلان ممن أصبحوا مؤيدين لثورة الشباب ، وكانوا بالأمس من المقربين والأشراف الأطهار وكانوا ممن يعتبرونهم أتقياء ولربما كانوا بمثابة أولياء الله الصالحين والبركة في ابن علوان ، اليوم أصبحوا مفسدين ومجرمين وسرق ، يا للعجب وهل أصبحتم أنتم منزهين ومباركين وأطهار ، وهل كانت الثورة إلا من أجل التطهير قبل التغيير؟ وهل كان خروج الشعب إلا بسبب فسادكم أنتم أيها الزمرة الحاقدة على الوطن ؟ وهل كنا في نعمة حتى نخاف من هول النقمة التي تخيفون بها العجائز وكل من يشاهد إعلامكم البائس ؟؟
مستشار برتبة:
كان يعتبر نفسه أو كما كان يقول أنه محلل ، ولا أعتقد بتاتا أن المقصود به محلل سياسي ولربما يكون محللاً من نوع آخر ، إذ أن بعض الوهمين يعتقدون أنهم أولياء وأوصياء على خلق الله ، وحين اشتدت الأزمة ووقعت الفأس في الرأس قال أنه مستشار ، وجاء يكيل الشتائم لشباب الثورة ويتحدث بمنطق الأثر الرجعي عن فلان وفلان ، ونسى أنه كان أكبر المخربين والدّجالين بل والمعارضين للوحدة والذي يرون في الخراب والدمار مهمة وطنية ، سبحان الله ، ومابين هؤلاء ومن كان يوماً من الأيام يكن لهم قليل من الاحترام الفرق الكبير فقد كنا في الماضي نبدي الحب بعكسهم تماما ، واليوم هم في مناصب عليا ويبدون علينا الكراهية والغيظ والقهر والكبت ، والسبب أن داء القلوب يصيب البعض ولا يجدون له علاجاً، فتراهم يتخبطون هنا وهناك من أجل غريزة البقاء التي تجبر بعض الحيوانات على أكل صغارها من أجل العيش ، وما نعرفه عن الإنسانية والبني آدميين أن الأم تضحي في الغالب من أجل أن يعيش وليدها بخير وبأمان ، وهنا يتجسد الواقع.
مرسى القلم :
بالأمس الأول قصفوا المستشفيات وسيارات الإسعاف ، وبالأمس قصفوا جامعة صنعاء القديمة وبعض المساجد ، ولا أدري ماذا سيقصفون بعد من أجل حب الوطن حسب إدعائهم ، فهل هذا حب الوطن المنشود يا من تدّعون حبّه وتقتلون أبناؤه وتتسابقون إلى النفي والدفاع عن السّفاحين، حسبنا الله ونعم الوكيل ، وليعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
منطق العقل والأثر الرجعي 2175