;
فضل مبارك
فضل مبارك

عبده سلم.. سعدان احتفل!! 1892

2011-09-21 03:55:03


 فجأة .. ودون سابق مقدمات تذكر على صعيد المواجهات في الأرض، جاء الاحتفاء رسمياً بتحرير مدينة زنجبار وإعادة السيطرة عليها, وطرد عناصر القاعدة منها .
الله عليك يافندم كبير.. ويافندم صغير لعبتها, لكن مش كل مرة تسلم الجرة, فلم يكن أكثر المتفاءلين من المقربين وعناصر النظام يحلمون بخبر كهذا.. صور متناثرة لـ( حاكم عدن والمحميات الشرقية) وهو يصول ويجول في الطريق الساحلي لأبين, وعلى سطح استراحة المحافظ بكورنيش الشيخ عبدالله وفي سور معسكر اللواء 25, حيناً برتبته العسكرية وحينا بدونها, وخلفه وأمامه رتل من المدرعات والدبابات والمصفحات والأسلحة المتطورة التي أقسم بالله أن المواطن لأول مرة يشاهدها .
الله عليك يا وطن.. كم مقدار العبث فيك وباسمك:
قلت ورب الكعبة.. لو أن هذه الآليات والأسلحة سارت باتجاه مدينة زنجبار , دون أن تطلق (طماشة) واحدة لارتعدت فرائص مسلحي القاعدة -إن كانوا حقاً كذلك- ولهربوا من زنجبار وغيرها.. وكيف لجيش يحارب بهذا الكم والنوع من الأسلحة ولا ( يفوز) على عشرات لا يملكون سوى بنادق كلاشنكوف وقذائف آر بي جي, وربما مدفع هاون.
وتبدد شعوري بالخزي والندم عندما تأكدت من مصادر مقربة أن تلك المدرعات والمصفحات لم تكن متواجدة في أرض المعركة, بقدر ما حضرت مع قائد المنطقة الجنوبية يومها بغرض التصوير والاستعراض .
وعلى ذكر التصوير لاحظ المشاهدون حجم وتنوع اللقطات التي بثتها الفضائية اليمنية والقنوات (الموالية) السبت قبل الماضي وكررتها حتى الملل عندما أعلن ( اللواء/ مهدي مقولة فتح زنجبار, فيما لم تبث ولو جزءاً من لقطة لوزير الدفاع عندما زار أبين وتفقد الجبهة اليوم التالي، بل وبثت الخبر باقتضاب وعلى استحياء, ولماذا غاب الوزير عن مشهد اليوم السابق.
الله عليك يا زمن.. من هو الأعلى مرتبة , والأعلى رتبة, والأعلى منصباً.. لكنني أدركت أن الأهم في الأمر هو من الأعلى منطقة ونفوذاً .
أرجع وأقول .. حين تفاجأت مثل غيري بإعلان ( الانتصار العظيم ) الذي تزامن مع ذكرى 11 سبتمبر وأراد منه صالح وجماعته تقديم رسالة إلى ( الباب العالي ) في واشنطن بأنه موجود وبأنه لازال رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه وبأن في يديه مفاتيح وخيوط الأمور، يفك طلاسمها وبعقدها , وكذلك تزامن مع اجتماع وزراء خارجية الخليج الذي ضمن بنوده مناقشة موضوع اليمن والمبادرة الخليجية ليقول لهم إن اليمن لا تستقر إلا برضاي .
ما علينا من كل ذلك .. نشتي أبين ترجع كما كانت هادئة , آمنة , مطمئنة , ويعود مشردوها إلى ديارهم بعد أكثر من ثلاثة أشهر من حياة الذل والمهانة والنزوح المر، وموضوع تقصي الحقائق وفضح ملابسات سيطرة القاعدة على أبين له قنوات وجهات معينة، لها شأنها وأسلوبها إن أرادت أن تعمل على كشف أوراق اللعبة , ودون شك (المخبأ يبان وما يخفى سوى الذي ما يكون(.
لكن فرحة مائة ألف ويزيدون من منكوبي أبين , بل فرحة وطن بأكمله لم تتم وماتت قبل تبدأ، فلا هناك تحرير ولا هم يحزنون ولا هناك نصر بحجم ما بشر به وهلل له وأعلن عنه وتسابقت مراكز القوى المتصارعة في أبين إلى تبنيه وكل طرف ينسبه إلى عناصره وأجنحته .
وما حدث على صعيد الواقع أن العناصر المسلحة أخلت بعض المواقع على الطريق الساحلي جنوب زنجبار التي استولت عليها بعد أسبوع من بدء المواجهات المفترضة نهاية مايو الماضي بعد انسحاب قوات الجيش من تلك المواقع إلى منتصف الطريق بين عدن وأبين.. وعاد الجيش السبت الماضي إلى التمركز فيها .
طيب.. يحدث هذا؟ هناك تسريبات من الداخل تقول إن اتفاقاً أبرم مع المسلحين من أجل هذا الظهور الإعلامي في مناسبة كهذه , مقابل مصالح معينة في إطار لعبة القاعدة والسلطة وما أكثر أوراقها التي لم تتكشف بعد , ويستند أصحاب هذه التسريبات إلى جملة دلائل منها أن طلقة واحدة لم ( تقرح ) حتى يتبين أن معركة حاسمة خاضها الجيش لدحر هؤلاء وتحقيق هذا النصر , ثم إن الطمأنينة التي كان يتجول بها ( الفاتحون ) وفي زمن قياسي تثير التساؤلات , وإن ( صدقنا ) بموضوعية وحقيقة هذه الحرب ومعادلاتها.. كيف تسنى للقادة العسكريين الذين ضمهم الوفد, التأكد من أمان المنطقة وخلوها من أية مخاطر على حياتهم إذ مازالت المواجهات قائمة فيما أنه لم يسبق ذلك أي تمشيط , ثم ألم يكن ممكناً أن يقوم المسلحون بتلغيم وتفخيخ الأماكن والطرق التي خرجوا منها والتي تجول فيها القادة , ولا ننسى أن موكب وزير الدفاع يوم عيد الفطر قد تعرض لانفجار لغم بالقرب من تلك المنطقة, إلا إذا ترجح ما يشاع بأن من زرع اللغم لموكب الوزير لم تكن القاعدة بقدر ما هي أطراف ( صديقة .(
* يا جماعة الخير .. خيرة الله عليكم لا تنساقوا وراء كل كلمة تسمعوها واحسبوها بالعقل والمنطق ( وعاد الجنان يبا له عقل .(
* تعالوا فكروا.. مائة يوم وأكثر .. تكدست خلالها ألوية وأسلحة متنوعة من أصغرها إلى أحدثها وأكبرها وأثقلها وطائرات تقصف وبوارج تضرب, وعناصر القاعدة -واضعاً خطاً أحمر تحت هذا المسمى- تزداد قوة وعناداً وتبسط سيطرتها كل يوم على مناطق ومواقع جديدة , والجيش ينسحب إلى الخلف .. فكيف جاء هذا التقدم وهذا النصر المفاجئ؟ .
 * يدرك الجميع أن هناك ألوية أو جزء من ألوية وطنية ولديها الحمية والشعور بالمسؤولية وتدرك حجم ومعنى دورها ولديها القدرة على خوض المعركة مع القاعدة والانتصار عليها , لكن هناك قوى ليست خفية، بل ظاهرة هي من تتحكم في سير اتجاه المعركة وهي من يدير دفة المواجهات, وبالتالي حساباتها ومنطقها وأهدافها ومفهومها سواء للنصر أو لتحرير زنجبار وغيرها، غير ما هو لدى المواطن , أو الوطني والغيور , وهي تحرك الطرفين وفق أجندة خاصة.. وإن كانت أعلنت للاستهلاك والكسب الإعلامي, عن تحرير زنجبار, فإن الوقت لم يحن بعد إلى تحقيق ذلك على أرض الواقع بجعل المسلحين يغادرون زنجبار، بل وأبين كلها .
* وهذا يقودنا إلى تكرار الحديث وإعادة السؤال المكرر على كل لسان: كيف دخل المسلحون زنجبار يوم 27 مايو؟ وكم كان عددهم بمقابل القوات الحكومية في المدينة ونوع تسليحهم؟ ولماذا كان قرار الهجوم على مدينة جعار لاجتثاث المسلحين منها -قبل دخولهم زنجبار- يسحب أكثر من مرة في آخر لحظة ؟ ولماذا ومن أمر بانسحاب الجيش من المواجهة مع المسلحين في مدينة المخزن ( تقع مابين مدينتي زنجبار وجعار) في أبريل وقد كانت الفرصة مواتية جداً -بحسب قيادات عسكرية وأمنية- ومهيأة جدا لسيطرة الجيش وطرد المسلحين ؟ ولماذا ( هربت ) قوات الأمن المركزي عشية دخول المسلحين زنجبار وهي قوة ضاربة ومجهزة أم أن قوتها تبرز فقط على المسيرات والمظاهرات فقط ؟ومن هو المسؤول عن سحب نقاط الحزام الأمني لمدينة زنجبار قبل أسبوع من سقوطها ؟ وأين اختفت نقاط قوات الحرس الجمهوري المعززة بأحدث الأسلحة والآليات التي نصبت في مداخل ووسط المدينة قبل أيام من دخول تلك العناصر؟ ولماذا لم يؤخذ بتهديدات وتصريحات عناصر القاعدة بأن محطتهم القادمة بعد جعار ستكون زنجبار؟ وما هو الدرس المستفاد من مواجهات الجمعة السابقة لـ22 مايو التي استمرت من الفجر إلى العصر ؟ وكيف وما هي الطرق التي يسلكها المسلحون من القاعدة ومناصريهم الذين قدموا من مأرب والجوف وصنعاء وغيرها وهم بالمئات خلال الأيام اللاحقة لمؤازرة أصحابهم ؟ وكيف دخل العشرات للمحاربة مع هؤلاء وهم من جنسيات إفريقية وعربية -ولازالوا يتدفقون بحسب مصادر من أبين وشبوة؟- وكيف عاش ويعيش هؤلاء وكيف يتمونون بالماء فقط ومن يمدهم بالديزل والبترول وأبين محاصرة والطريق مقطوعة والبلاد تعيش أزمة خانقة في المشتقات النفطية وهم يسرحون ويمرحون بعشرات السيارات التي وجدوها جاهزة في معسكرات الأمن والجيش؟ .
* أشياء وتساؤلات كثيرة تصطدم بوقائع مرة على الأرض يشيب لها الجنين .. تقود إلى حقيقة واحدة وإن اختلفت السبل إليها مفادها : أن السلطة سلمت زنجبار لهذه العناصر بصورة مباشرة أو غير مباشرة ؟ لماذا وما هي الحكمة والهدف ؟ ومدى ارتباط ذلك بما حذر منه صالح في خطابه بمناسبة ذكرى الوحدة قبل أسبوع من العملية ؟ وهل كان المراد خلط الأوراق وخلق مشكلات وأزمات قبل الرحيل ؟ أم كان ذلك بغرض تصفية حسابات أم لمجرد التمويه وإيهام الدول الأخرى بوجود خطر القاعدة لمزيد من الابتزاز والبحث عن مساعدات تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ؟ أو ربما -كما يذهب البعض- تلك خطة أميركية سعودية تنفذ بأياد يمنية, لاستقطاب عناصر القاعدة إلى أبين بوضع لهم (طعم) بتسهيل احتلالها من أجل اصطيادهم, خصوصاً وأن دورهم قد انتهى و( كرتهم ) حرق؟
* أياً يكن من كل ذلك ما نراه ونلمسه أن عناصر محسوبة على القاعدة (أي قاعدة كانت) هي المسيطرة على أبين وأهلها شردوا وتعيش المنطقة وضعاً مأساوياً بتدمير كل ما فيها؟
* وكما سلمت قوى السلطة أبين لهذه العناصر من حقها أن تحتفل أيضاً كيفما شاءت وبما شاءت، ولكن ليس على حساب جراح وآلام عشرات الآلاف من الأبرياء , بالكذب والخداع , فأي جندي حتى اليوم وبعد أسبوع من إعلان الانتصار لم تطأ أقدامه أرض زنجبار. والتاريخ لن يرحم من يحاول تزييف وقائعه ..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد