واسطة الضمانة:
في واقع أعيشه أنا كمواطن يمني بين أصوات الانفجارات وإطلاق نار كثيف على مدار الساعة وبمختلف الأسلحة المتنوعة ما بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة ، وأنا أقطن في بداية شارع 16 بأمانة العاصمة، لم يتضح لي من وجود واسطة المعنيين في دول الجوار والأمم المتحدة جدوى من وجودهم إلا البحث عن ضمانات للقتلة والسفاحين، من يطالب الشعب بمحاسبهم ومحاكمتهم ، ولا جديد سوى البحث عن بعض البوادر التي تعمل على إحياء المبادرات وعلى إثرها يسعى بقايا النظام المحروق والمتهالك ومن جعل الله السواد في وجهه في الدنيا ليسود وجهوهم في الآخرة وان يحيق بهم المكر السيء هم وذويهم ومن يعمل على سفك حرمة الدماء الطاهرة التي لم يبحها الله سبحانه وتعالى .
Get out zayany :
لم يعد هنا ما يعنيك ولا أعتقد أنه بالتأكيد يعني أحداً نحن الشعب المذبوح ليل نهار الباكي في كل حين ، أشلاؤنا متناثرة وأكثر من خمسين شهيداً خلال 48 ساعة والعالم كله يبحث في مسألة المبادرات التي تشفع لزمرة من القتلة المجرمون قاتلهم الله أنى يؤفكون، وقد قام العالم ولم يقعد خوفاً على نفط ليبيا ، وجاءت الدول الكبرى وحلف شمال الأطلسي ليعلن نصرته للشعب السوري منذ أول مجزرة قام بها الحاقد على شعبه بشار المتهاوي المتهالك ، ونحن يأتينا المبعوثان لمناقشة مبادرات تكفل عدم محاسبة القتلة والسفاحين والذين عملوا على خراب الوطن ونشر ثقافة الكراهية والمناطقية حتى بين أفراد الجيش الواحد ولن نقول أبناء الشعب، لأن الشعب أكبر وأرقى ثقافة من عقولكم البائدة، التي لم تعرف سوى الكم قبل الكيف ولا تعي غير الفائدة قبل أن تتساءل عن مستوى الانجاز ، إرحل يا زياني وإرحلوا يا كل الوسطاء، فلم يعد لكم هنا مكان في قلوبنا الدامية التي نكأت جراحها وأطفالنا تهدر دماؤهم البريئة أمام العالم أجمع.
خيبة أمل :
أصابتني خيبة أمل كبيرة بعد الواسطة الأخيرة التي حاول فيها الأشقاء في المملكة القيام بها بعد اجتماع العاهل السعودي بزعيم بقايا النظام البائد والتي أسفرت – حسب ما صرح به مسؤول سعودي- اشتراط الخليفة تعيين ابنه والياً في النظام الجديد ولا أدري في شرع من هذا الكلام وفي عقلية من يا أصحاب العقول، شعب تزهق أرواحه ويراق دمه، وأنتم تتحدثون عن المناصب وعن التعامل بهدوء وروية وكأن الأنفس لا تعنيكم ولا تهتمون إلا فقط لحفظ ماء وجوهكم والتي للأسف لم يعد فيها قطرة ماء .
والله إنه الحسم :
خذوا الأمور من منظور آخر ولكم أن تعرفوا مقدار حب ووفاء هذا الشعب لوطنه وليس لمن سرقوا ثرواته واتركوا الفئات الضالة في غيها واعلموا أن الله عزيز جبار منتقم، لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ، بالأمس يسيطر الثوار عبر القوات المؤيدة للثورة على أهم وأكبر المراكز في العاصمة صنعاء ويستسلم معكسر التموين العسكري ويقوم بعض أفراد القوات العائلية الملكية الفردية التي ما عاشت إلا بولاء الفرد ولم تسمع يوماً عن قيمة الوطن ولا عن الولاء والوفاء بقصف في عدة مناطق متفرقة من العاصمة ومحافظة صنعاء وكل هذا من أجل أن تثبت للعالم كله أنهم بالفعل مجرد قتلة وسفاحين يعبثون بدماء الشعب، من أجل الحصول على شفاعة تمنحهم عدة المحاسبة ومن أجل تصفية حسابات شخصية كانت ولا زالت محصورة بين أفراد من العائلة التي تحكم الوطن ، بالأمس أيضاً سمعنا عن حادثة وقعت في قيادة الأمن المركزي ولا أود أن أخوض فيها حتى أعرف تأكيداً واتقين من صحة الخبر ، وبالأمس أيضاً انضمت العديد من القبائل ومجموعات كبيرة من أفراد الجيش إلى صفوف الثورة ، والبعض لا يزال جالساً أمام شاشات التلفزيون يشاهد وينتظر إلى ما ستؤول إليه الأحداث من أجل أن يقرر إن كان وطنياً أم لا؟؟ والبعض الآخر اكتفى بالهروب خارج أرض الوطن كما هرب من سبقوه ومن سيلحقوه من زمرة المفسدين والقتلة والمجرمين .
شكر الله سعيك :
شكراً لكم أيها الذين عملتم من أجل أن توقع المبادرة التي تكلف حماية رؤوس الفساد ، وقد كنا كثيراً ننظر إليها بعين التفاؤل وذلك من أجل أن لا تزهق الأرواح ويراق دم المواطن البريء، ولكن بعد المجزرة الشنيعة التي قامت بها بقايا أفراد النظام المتهاوي على أيدي الحرس العائلي فإننا نقول لكم شكر الله سعيكم ، وجزاكم الله خيراً، إن كنتم تقصدون بها خيراً، وجزاكم مثل ما أردتم إن كان غير ذلك ، شكر الله سعيكم وكل مساعيكم الحثيثة من أجل أن تضمنوا رحيلاً بمليارات الدولارات لمن نهبوها وبحصانة تمنع هيئات حقوق الإنسان التي انتهكوها هنا من محاسبهم أو السؤال عن أرواح الأبرياء التي سفكت دون أن نسمع من يقول كلمة حق ويتحدث فيها وكأن الإعلام لم يستطع فهم إن كانت هذه الأرواح لبشر أم أنهم بالفعل يستسقون معلومات مصادرهم من الإعلام الرسمي الكاذب والذي نسأل الله أن يقصف بكل من يريد الزيف والبهتان، نسأل الله أن يعجل بزوال كل ظالم قاتل سفاح، يريد الخراب والدمار لهذا الشعب ولهذا الوطن، نسأل الله أن يرد الكيد والمكر السيء في نحور من يكيدون بهذا الوطن العظيم ، نسأل الله أن يهلك الكاذبين الذين يتسابقون على المنابر للحديث عن فروض الولاء والطاعة وينسون ما قاله إبراهيم لأبيه، ولا تزر وازرة وزر أخرى، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
مرسى القلم :
بعون من رفع السماء، وجعل للمسلم حرمة المال والعرض والدماء، وكتب للإنسان عمر الحياة والبقاء، إن الحق سينتصر فكونوا على ثقة تامة .
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
إلى كل الوسطاء شكر الله سعيكم 2652