من الواضح أن الأوضاع باليمن في طريقها للتطور نحو منزلق ومنعطف خطير وأنه إذا لم يتدارك اليمنيون الأمر بشكل عاجل ستقود بلادهم إلى عواقب وخيمة تجرها إلى مستنقع القتل والدمار والخراب وربما التفتيت وخلخلة دعائم الوحدة والاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي.
إن ما حدث أمس بالعاصمة صنعاء من قتل متعمد وبدم بارد راح ضحيته أكثر من 26 من الشباب وإصابة 500 آخرين بنيران الجيش الموالي لنظام الرئيس علي عبدالله صالح أمر غير مقبول ويؤكد أن النظام لا يرغب أصلاً في الحوار الوطني ولا في حل الأزمة اليمنية التي تأزمت وتفاقمت بسبب إصرار الرئيس شخصياً والمحيطين به على السير في الطريق الخطأ على عكس رغبة الشعب بالتمسك بالسلطة حتى آخر رمق، الأمر الذي قاد إلى فشل المبادرة الخليجية التي كانت كفيلة بحل الأزمة وإخراج اليمن من هذه الدوامة التي وضعه فيها النظام.
فليس من المقبول أن تواجه السلطة المتظاهرين العزل بالرصاص مهما كانت الذرائع والأسباب، إلا إذا كانت تريد جر اليمن إلى مستنقع القتل والدمار، إن ما حدث بصنعاء أمس من قتل متعمد لا يجب السكوت عليه لأن مثل هذه التصرفات تنطوي على مخاطر ومحاذير وتؤكد أن النظام لا يريد أي حوار مع المعارضة وإنما يريد جرها للدخول في حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس باليمن السعيد.
من الواضح أن نظام الرئيس صالح لايزال يتمسك بمواقف متشددة وأن إعلان مستشاره الصحفي أنه لن يتخلى عن السلطة إلا بعد الانتخابات القادمة يؤكد أن النظام لم يقبل بالمبادرة الخليجية وإنما يستخدمها لكسب الوقت فقط وان صالح ليس مستعداً للتنازل عن السلطة لنائبه وان مايقوله هو للاستهلاك السياسي فقط، وان قمع المتظاهرين وقتلهم بالصورة الوحشية بشكل يومي يؤكد ذلك بالأدلة والقرائن، والحقائق التي أصبحت واضحة للشعب اليمني وأشقاء وأصدقاء اليمن.
إن التطورات التي حدثت بصنعاء ومواقف الرئيس صالح شخصياً والحزب الحاكم تؤكد أن حل الأزمة اليمنية أصبح بعيد المنال وأن اليمن في طريقه نحو الهاوية وان المطلوب من الثوار توحيد صفوفهم ومواجهة النظام بمزيد من ضبط النفس خاصة وان هذه الأحداث قد كشفته وعرته أمام الشعب اليمني وأمام العالم أجمع وأكدت أنه يبطن غير ما يظهر.
إن المطلوب من الدول الخليجية وأصدقاء اليمن ممارسة المزيد من الضغوط على صالح، وإجباره على التنحي بشكل عاجل ونقل سلطاته لنائبه لأن في ذلك حلا للأزمة من جميع جوانبها وان التغاضي عن خطط وممارسات النظام التعسفية، سيجعله يمارس المزيد من القمع والقتل والسحل ويرفض تنفيذ أي التزام لحل الأزمة عبر الحوار ويدخل اليمن في دوامة الأزمات باعتبار أن في ذلك سبيلاً لاستمراره في الحكم ولا يهمه ما يجري للشعب الذي قال فيه كلمته.
الرآية القطرية
رأي الراية
منعطف خطير باليمن 1884