كل يوم ووقت وكل لحظة، نسمع أخبار جديدة تتوالد وتظهر مع ظهور الأحداث المتجددة، وتتنوع تلك الأقاويل إلى غرابة بالغة التعقيد، هذا إذا لم تصل إلى درجة "السذاجة" بفعل متحدثيها، وقد نلاحظ في نفس الوقت انقساماً واختلافاً كبيراً في بعضهم البعض، ومن تصريحاتهم المختلفة يبان ذلك.
ففي وقت اندلاع ثورة الشباب السلمية ومنذ ثمانية أشهر، فقد (تعري) هذا النظام على مدى هذه الثمانية الأشهر وانكشف وظهر ما لم يظهر طيلة 33 سنة، وبانت منه "الهوايل" وافتضح شر فضيحة أمام سكانه في كل عمل أو قرار يسلكه أو يقرره أو (رأي) يقوله، نشاهدهم يختلفون فيه ولا يتفقون أبداً، وإذا عارضهم أي شخص وانسحب من حزبهم خرج خبثهم وبان حقدهم وانتشرت الاتهامات المختلفة عليه ونعتوه وقذفوه بالعديد من الاتهامات التي لم تكُن ولم تحصل ولن يصدق بها أي عاقل أو مجنون.
والغريب في ذلك هو (عناد) أو غباء بعض الشخصيات المؤتمرية حين تتعمدّ التبجيل لحزبها مهما كان ثمن ذلك من موقف، فهو مستعد أن يدفعه ويسلكه حتى لو ذبح شخصيته.. وأهان قبيلته.. وخان مكانته، ودعني عزيزي القارئ أن أسوق لك مثلاً من ذلك وهو خبر قرأته مفاده: كتله البركاني تتمسك بصالح وأولاده، أترون هذا الخبر؟ فطيب أين هو صالح؟، صالح مغادر.. وأولاده ما دخل لهم بالمؤتمر؟، إذا هو إفلاس إن لم نقل عنه (ضعف مكانة)، وهل هو بربكم قرار سليم في حزب يدعي الديمقراطية؟ ونسمعه يتغنى بها ليل نهار، أم هو مجاملة شخص لأجل غرض في نفس يعقوب أراده ذلك الشخص مع كتلته الذي يزعم أنه يمتلكها؟، وهو في الحقيقة كان تصرفاً خاطئاً من حزب أخطأ التكوين.. والآن يجني حصاد ما زرعه.
المشكلة الكبرى أن هؤلاء الأشخاص فاقدون الشرعية والصلاحية في مؤتمرهم هذا، وكل نشاطاتهم الذي يمارسونها في حياتهم محدودة، وإنهم ليسوا إلا مجرد شخصيات (مركوزة) ومعلقة لا فعل لهم ولا حركة في مؤتمر يستخدم ويسير لأجل خدمه (شخص واحد) فقط، وكل أعضائها يغردون ويضربون الطاعة والولاء الكامل له؛ ليفعل ما يشاء دون إشارة لهم أو موافقة منهم، بدليل أن نجل الرئيس وهو أحمد علي.. وابن أخيه يحي وإلخ...) لا ينتمون لهذا الحزب نهائياً وسلطتهم ونفوذهم هو من تنفذ على كل مؤتمري دون أن يستشير أحداً منهم!.
هم يعلمون ذلك، لكن يتظاهرون بالعمى، ويعرفون ذلك أشد معرفة، لكن بسبب عنادهم.. وكبرهم.. وجحودهم يرفضون أن يعترفون به، ويفضلون ومقتنعين أن يعيشوا (أداة) بيد أشخاص، هذا إذا لم نقل (خدام ناس) يخدمونهم لينفذوا "مآربهم" على حساب أشخاص "ائتمنوهم" ليكونوا ممثلين لهم في تلك المكانة، لكن للأسف خانت هذه "الأمانة" وصارت رخيصة وبيد شخصيات يعبثون بها كيفما يشاءون وبالطريقة التي تناسبهم.
عباد الجرادي
مؤتمريون خارج نطاق الشرعية!! 2656