تأخر الحسم الثوري أثار الكثير من علامات الاستفهام عن مواقف القوى السياسية المحيطة بالثورة، نقد عالي اللهجة نوجهه لهذه القوى التي تمارس أداءً سياسياً متذبذباً إن لم نقل مترهلاً وغير قادر على اغتنام الفرص التي تأتي تباعاً وتفلت من بين أيديهم بسهولة، فطال أمد الحسم وبلغت القلوب الحناجر.
رئيس يحكم منذ "33" عاماً ويتحدث أزلام نظامه عن الديمقراطية والانتخابات بحديث سمج، مل الناس سماعه، فالديمقراطية ليست انتخابات فقط ولكنها أيضاً تداول سلمي للسلطة من خلال انتخابات فيها قدر كبير من النزاهة وليست انتخابات "عبده الجندي".
الوقت جد مناسب للحسم الثوري، خاصة بعد تشكيل المجلس الانتقالي وينبغي عدم الركون على المواقف الخارجية لإنجاح الثورة، لأن ذلك يعد ارتهاناً للخارج وعرقلة لمسيرة الثورة وتأخير انتصارها.
موقف أحزاب اللقاء المشترك يراوح مكانه، مما يثير أكثر من علامة استفهام حول أدائه السياسي، وهل مرد ذلك إلى ضغوط سياسية داخلية وخارجية كبيرة من غير المستطاع تجاوزها؟ أم أنه غباء سياسي للمراهنة على التناقضات، بالإضافة إلى الغموض الكبير الذي يلف موقف الجيش الموالي للثورة أمام ما يجري في أرحب وصنعاء وتعز وغيرها؟.
فرموز النظام يمارسون العقاب الجماعي على الشعب اليمني باستهداف المدن والقرى بالأسلحة الثقيلة والطيران الحربي، يقتلون الأبرياء بالعشرات، يزهقون الأرواح ويهرقون الدماء الزكية في أكثر من محافظة ومنطقة، بجنون الجناة الذي دعاهم لمعاداة الحياة.
ولم يكتف هؤلاء المتعطشون للدماء بذلك، بل مارسوا أصنافاً متنوعة من العقاب الجماعي للشعب المسحوق بكلكل ظلمهم وجبروتهم، فوصل إلى افتعال الأزمات الاقتصادية والسياسية ومحاولة التضييق على الناس في حياتهم المعيشية، ومنها أزمة المشتقات النفطية التي أفضت إلى تدهور اقتصادي مخيف، أوصل المواطن اليمني إلى مرحلة الجوع وعدم القدرة على توفير لقمة العيش الضرورية للغالبية العظمى من الناس.
هذا الموقف الاقتصادي المتدهور ينذر بكارثة إنسانية إذا سمح الله، ما لم يستطع الثوار حسم الموقف قبل وقوع الفأس في الرأس، فالبلد تعيش وضعاً اقتصادياً وأمنياً مأزوماً وبقايا النظام تدفع بالبلد إلى حافة الهاوية، ولا حل مجد يلوح في الأفق حتى الآن.. والله يحفظ اليمن من كل مكروه.
منصور بلعيدي
علامات استفهام؟؟؟ 2071