انقضت الإجازة الصفية سريعاً هذا العام مع أن العام الدراسي الماضي كان كله تقريباً إجازة ..السبت والأربعاء عصيان مدني، هذا أيام استمرار الدراسة ومن ثم توقف الدراسة للفصل الدراسي الثاني تقريباً بشكل كامل ومن هم سعيدين الحظ درسوا من ثلاثة إلى أربعة أسابيع بمعدل ثلاث أيام في الأسبوع وفي المحصله النهائية ما شاء الله اللهم لا حسد كلهم أوائل " قادر على كل شيئ"!!
المهم مر العام الدراسي الفائت على أطفالنا خفيفاً ضريفاً ويا سعد الطلاب فرحانين بهذا التعطيف كما هو الحال دائماً أيام الإضرابات التي تبتدعها المدارس كل سنة..
ولا يبدو أن العام الدراسي الجديد سيكون بافضل حال من الذي قبله ..والواضح أنه سيكون الأسوأ على الإطلاق ليس تشاؤماً مني ولكن على ضوء المعطيات والتدابير التي اتخدتها وزارتنا الحصيفة "وزارة التربية والتعليم" في حل مشاكل المدارس التي تضم نازحي أبين وهي كثيرة وخاصة في محافظة عدن ولحج.
والواضح للعيان أن الوزارة ـ جزاها الله كل خيراً على الجهود الجبارة التي تقوم بها ـ فبعد الإجتهاد والتفكير والتدبير والاجتماعات واللقائات و..و..وكانت النتيجة بأن أقرت التقويم الدراسي للعام الدراسي الجديد من موعد بداية الدراسة "والذي لا تلتزم به المدارس وكل مدرسة لها تقويمها الخاص بها مثل روئية هلال شوال", وموعد الامتحانات الفصلية " وهو الآخر بعلم الغيب في ظل هذه الظروف من الممكن أن نجد يجد فيها جديداً وكل شيئ، متوقع، أما إذا مشت الأمور على ما يرام فإنها أيضاً تخضع لشور وقول كل مدرسة وأخرى وشور وقول وتخديرة القات للملثمين والمسلحين والمحسوبين على الثوار وساحات الإعتصامات والذين يتهجموا إلى المدارس بهدف إغلاقها كما حدث في العام الماضي"!!
   والحاجة الوحيدة التي تلتزم بها كل المدارس دون استثناء هي أيام العطل والإجازات الرسمية وما أكثرها!! والسؤال الموجه هنا الى وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات "عدن ولحج " كيف بتسوي بطلابنا؟؟ المدارس كما هو معروف فيها نازحون ومن سابع المستحيلات يخرجوا منها ..ماهي الحلول والمعالجات التي سيضعونها؟؟
الحل الأسهل هو بالتأكيد أحد الخيارات التالية والتي يتردد صداها هذه الأيام بين الناس:
-   توزيع طلاب المدارس التي فيها نازحون على المدارس الأخرى وبالتالي تحول الازدحام الطلابي في الفصول إلى انفجار طلابي وبعد إن كان الصف فيه أكثر من ستين طالباً بيتحول إلى فوق المائة ويمكن أكثر وإذا كان المدرس والمدرسة يظلوا إلى نهاية السنة وهم مش حافظين أسماء الطلاب الستين فكيف بالمائة؟!!
والشرح بيكون على كيفك من حق أم الجن!!والمحصلة النهائية هي ضياع كل الطلاب من طلاب مدارسهم، فيها نازحون وطلاب مدارسهم استقبلت الطلاب النازحين من مدارس النازحين!!
-   أو ستؤجل الدراسة إلى أجل غير مسمىً وبالتالي ضياع عام دراسي حقيقي بعد الذي قبله والضحية هم الطلاب الذين سيعانون من تأخير دراسي وإن بدأت الدراسة ستكون متأخرة وسيتبع فيه أسلوب الكلفتة ومن فهم فهم ومن لم يفهم إن شاء الله عنه ما فهم, ولكن نطمئن أولياء الأمور أن النتيجة نهاية العام سيكون الجميع فيها أوائل وتسعينات؟! مثل العام الماضي.
-   أم أن هناك خياراً ثالث حضرته الوزارة ولم تعلن عنه كمفاجأة لحبايبها الطلاب؟؟!
هذه هي الخيارات التي يعتقد جميع أولياء الأمور أن الحال ستؤول إليه ومع أن كل واحد أسوأ من الثاني.
وضع النازحين في المدارس لن يحل في القريب العاجل وهذا ما يبدوء فالنازحين في المدارس منعوا مدراء وهيئة التدريس حتى من الدخول إلى المدارس التي يسكنونها..
يقال إن ثانوية باكثير في محافظة عدن قام أحد النازحين بتجهيز صف دراسي وتحويلة الى غرفة نوم بعد طلائها وتاثيتها بغرفة نوم ليحتفل بعروسه هناك "ولتكون عش الزوجية النموذجية " وأكيد أن المعازيم بيكونوا الطلاب والشهود أعضاء هيئة التدريس؟!
النازحين في محافظة عدن رفضوا إخلاء المدارس حتى يتم توفير بدائل مناسبة لهم وبعد توفير هذه البدائل سيتم المطالبة بتعويضات عن الأضرار المادية التي حدث لهم فبيوتهم هدمت وممتلكاتهم نهبت وهم بافتراشهم المدارس يشكلون ضغطاً على الحكومة حتى تستجيب لمطالبهم ولكن للأسف يضغطون على الدولة في ظل غياب الدولة؟؟!! وإذا رفض النازحون الخيار الوحيد الذي بادرت به الدولة خيار الخيام " تمخض الجبل وولد فاراً" فهل ستتحول هذه الخيام للطلاب ليدرسوا فيها؟؟
وماذا عن طلاب محافظة أبين ومن هم في أبين الآن كيف سيكون عامهم الدراسي؟ بعد أن أغلقت أغلب المدارس هناك إن لم يكن كلها؟؟
أعزائي الطلاب نبشركم بعام دراسي كئيب، عام دراسي عصيد في عصيد وأنكم ستضيعون في الرجلين بين يمنيين لا حول لهم ولا قوة، خسروا كل شيئ في لحظة وبين حكومة ووزارة شعارها لهذا العام "خارج نطاق التغطية أو أن الجهاز مقفل " معلنة لكم بأن القطار فاتكم!!