عندما خرج شباب الثورة والتغيير في بلادنا إلى ساحات الاعتصامات والحرية نادى بكلمة واحدة وموجهة لشخص واحد هي (إرحل يا علي) ولم يقولوا إرحلوا يا حزب المؤتمر الشعبي العام بكل قياداته وقواعده, خرجت بعد ذلك الملايين من جماهير شعبنا اليمني لتقول (الشعب يريد إسقاط النظام) وندرك جميعاً أن صالح كان قد اختزل المؤتمر والنظام والدولة بشكل عام بشخصه وأفراد أسرته وبعض قيادات المؤتمر المعروفة بالتطبيل للرئيس وقد يعتدون بالعشرات, أما بقية قيادات المؤتمر الشرفاء والذين لم تتلطخ أياديهم بدماء الشهداء ولم يعبثوا بأموال ومقدرات الشعب خلال الفترة الماضية فهم إخواننا ونكن لهم كل الحب والتقدير وكذلك هو الحال بالنسبة لبقية قواعد المؤتمر في مختلف محافظات الجمهورية الذين شاركونا خلال السنوات الماضية الهم والمعاناة والظلم وعدم المساواة والعدالة في عهد نظام الوساطات والرشوة والمحسوبية والفساد والمحاباة والتخبط في تسيير شؤون البلاد, نقول ذلك لأن هنالك تعبئة خاطئة تقوم بها بعض القيادات المؤتمرية الموالية لبقايا النظام لقواعد المؤتمر على مستوى عزل وقرى المديريات وهو أن الثورة في حال نجحت بإسقاط النظام ستقوم باجتثاث حزب المؤتمر بقياداته وقواعده على غرار ما تم في العراق مع حزب البعث وستتم ملاحقة المؤتمريين إلى منازلهم وتهدف هذه التعبئة الخبيثة إلى إدخال البلاد في أتون حرب أهلية ضمن ذلك المخطط الذي يسعى إليه نظام صالح منذ بداية الثورة، ومع ذلك نقول لإخواننا في المؤتمر أن لا ينخدعوا بتلك القيادات الفاسدة ومخططاتها الخبيثة التي تسعى لحماية مصالحها الذاتية بإدخال البلاد في أتون حروب أهلية ومناطقية ومذهبية وغيرها مادام ذلك يصب في خانة أطماعها الدنيئة.
لذا نقول لإخواننا من شرفاء قيادات وقواعد المؤتمر من التزموا الصمت خلال الفترة الماضية إنه بالرغم من أن صمتكم يساعد هذا النظام على المراوغة وتأخير مرحلة الحسم الثوري، إلا أننا نؤكد لكم بأن هذه الثورة لم تأت لمصادرة الحريات والآراء والأفكار وتجاهل الآخر ودوره في هذه الحياة وعملية البناء والتنمية في الدولة المدنية الحديثة المنشودة, تدركون جيداً أيها الإخوة المؤتمريون كيف تنقلت تلك القيادات عبر أصواتكم ونشاطاتكم ووصلت إلى المناصب العليا في الدولة, وبعدها لم تلتفت إليكم لتبحث همومكم ومعاناتكم في هذه الحياة المعيشية الصعبة التي كانت سياساتهم المتخبطة والأنانية وراءها ولا يتذكرونكم إلا قبل قدوم الانتخابات بشهر، وكذلك هم اليوم يقومون بتعبئتكم ضد إخوانكم المعتصمين في ميادين الحرية والتغيير ويمدونكم بالسلاح لقتل إخوانكم، في الوقت الذين نجدهم يستلمون المخصصات في دار الرئاسة ومعظم أسرهم قد غادرت البلاد منذ وقت مبكر ولدى كل شخص أكثر من جواز وأكثر من عمارة، بعيداً عن الأحداث والهموم اليومية وعليكم أن تسألوا هذه القيادات التي تقوم بتعبئتكم ضد إخوانكم من وراء كل هذه الأزمات التي تمر بها البلاد منذ عشرات السنين؟ من وراء الجرعات السعرية التي رفعت أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية, من وراء ذلك الفساد الذي ينخر في مختلف المرافق الحكومية, من وراء تعثر المشاريع الخدمية وانطفاءات الكهرباء من وراء الفوضى وغياب الأمن والاستقرار، وعدم الالتزام بالنظام والقانون , وغيرها كثير؟.
أما إخوانكم المعتصمون الأحرار، إنهم مثلما قبلوا إخوة لهم من قيادات المؤتمر في الخيام والائتلافات الثورية، فإنهم بلا شك سيتعاملون معكم إخوة لهم يحترمون إرادتكم وأفكاركم ما دمتم تتعاملون معهم بنفس الشعور ولم تلطخوا أيديكم بدمائهم ولم تنجروا وراء تلك المخططات الخبيثة التي يسعى دعاة الفتنة لتحقيقها, فاليمنيون بمختلف توجهاتهم السياسية والحزبية والقبلية والمذهبية يجمعهم اليوم حلم واحد هي الدولة المدنية الحديثة, دولة المساواة والعدالة وتطبيق النظام والقانون على الجميع ويسعون اليوم لتحقيق ذلك الحلم.
عبدالوارث ألنجري
إلى شرفاء المؤتمر.. همنا واحد 1915