ما يحدث في بعض الدول العربية، من ردٍّ قاسٍ من قِبَل الأجهزة الأمنية وقوّات الجيش، ضدّ المتظاهرين السلميين، يؤكد أنّ الأنظمة العربية التي فشلت في معارك حماية الحدود وأرض الوطن، التي لا تزال بعضها محتلة، تحاول أن تعوّض فشلها في الانتقام من شعبها المسالم.
اقتحام المدن وتدمير المنازل وقتل المتظاهرين وتدنيس المساجد، جميعها أفعال تؤكد أنّ الجيوش العربية تتنمّر على شعوبها، وتعجز عن أداء واجباتها التي أُنشئت من أجلها.
ماذا يعني أن تقتحم الدبابات والمدرّعات مدينة، وتتموضع في ساحاتها الرئيسة وعلى نواحي الشوارع، فيما تغيب عن الحدود؟.
ماذا يعني أن يتقاعس الضابط والجندي في الدفاع عن أرضه، ويعجز عن تحرير وطنه، فيما ينشط في قتل إخوانه وأبناء شعبه؟
هل هو خلل في العقيدة العسكرية لدى تلك الجيوش التي حوّلت شعار «حماة الوطن» إلى قتلة أبناء الوطن..!!
ثلاثة بلدان عربية كانت تفاخر بجيوشها، وبما تملكه من ترسانة أسلحة، وجدناها نشطة وحاضرة عند مواجهة متظاهرين سلميين، ففي ليبيا أصبح المواطنون يعرفون أصوات صواريخ جراد الروسية الصُّنع التي خزّنها القذافي، وأول استعمال لها استعملها ضد شعبه.
أما في سوريا فقد استوطنت الدبابات في ساحات حماة وحمص ودرعا وجسر الشغور ودير الزور وريف دمشق، فيما غابت عن الجولان.
وفي اليمن نجد السلاح اليمني الذي استُقطع من مخصّصات التنمية وإعمار البلاد لشرائه، يوجَّه إلى صدور اليمنيين، فلا تعرف مَن يقتل مَن؟.. غير أنّ الضحية معروفٌ هويته، إذْ هو يمني والقاتل - للأسف - يمني هو الآخر!!
لماذا كلُّ هذا، هل يستوجب البقاء على الحكم، والحفاظ على السُّلطة والكرسي، تقديم كلِّ هذه الضحايا؟
في اليمن وسوريا وليبيا.. الضحايا جميعهم من أبناء الوطن يُقتَلون بيد أبناء الوطن أيضاً، وبالسلاح الذي زعموا أنهم اشتروه للدفاع عن الوطن!!.
أي وطن هؤلاء الذين يحكمونهم، والذين يريدون البقاء على سدّة الحكم بقتل أبناء الوطن..؟!!
* نقلاً عن الجزيرة السعودية
رأي الجزيرة
سلاح الوطن لقتل أبناء الوطن!! 1835