حين مضيت في صمتي أبحث عن صدى لم أجد إلا فضاءً واسعاً يدفع روحي بقوة إلى هاوية جسدي حتى وقعت من صهوة غفلتي وأنا أسلم قلبي لفقاعة لونت أرجاء ذاكرتي بالسرور، ثم مضت في الانحدار حتى تلاشت مثل أحلام الصبايا في ليلة شتاء عاصف، لم أكن أعلم أن نفساً عابثاً تطلقه شفتاي سيلد كرة من الهواء تتدحرج عبر الأثير أمام عيناي لأراك ولأول مرة بكل ألوان الطيف داخل فقاعة! بدوت كقوس قزح، ثم ارتطمت بجدار روحي كنيزك شديد في الفضاء، ها قد أصبحت دروب النجوم مغلقة في وجه الشهب فكيف ستأفل على أبواب السماء كما أفلت على أبواب الأرض؟!.
أنا لست ساطعة لأنير ليل فؤادك فلا تخضب رغباتك بالأمل، لم يعد قلبي رشيقاً ليركض عبر راحتيك المترفتين بالدلال إلى صدرك، أنا امرأة ليس لي مرسى فلا تحاول أن تصبح رُباني! تعثرت كثيراً وأنا أركض خلف فقاعتي لأراك لكنك تلاشيت كابتسامة يتيم على أبواب عيد، لم أعد أجيد البحث عن ذاتي بعد أن وضعت عينة منك تحت مجهر الأيام، فإذا بي آراك رجلاً من ملايين الرجال تختزل الأنثى في خاصرة! من قبل أن أرى عينيك لم أرى قمقماً يطفو على سطح رمل، لم أجد مغارة محفورة على ورق، لم أعرف أن للمستحيل أجنحة، لم أفهم أن للقلوب مفاتيح، لم أتصور أن الشموع يمكن أن تكون معتمة، لم أصدق أن فقاعة من الأثير يمكن أن تحمل رجلاً..! رجل يكتب عن كل شيء إلا عن نفسه، يتحدث عن كل شيء إلا عن قبله، رجل يتشظى في ذاته حتى يصل حد الجنون ثم يغفو على حطام روحه في رغبه موت وئيد، رجل يتعثر بمفردات البوح ويكبو حين يصبح جواداً في ليلة ممطرة، رجل يرتدي حلة الانتظار حتى تصبح قامته عقرب ساعات في تمام المنتصف! يدور في فلك الأمنيات سابحاً في فقاعة تصبح الأيام قطع حلوى حين تصبح الأفواهُ مغلقة!.. نسيت كل شيء تعلمته منك حين أصبحت طيفاً أمام عيناي تبحث عن زاوية في جسد، وتجاهلت حاجتي للضوء وأنا أسكن كهف أوهامي حين أطفأت كل قناديلك، لا بأس أن استريح الآن من عناء البحث عن قلمي بعد أن مزقت كل أوراقي وبعثرت كل مفرداتي ومسحت كل هوامشي وأنا أحاول أن أنسى أحرف اسمك حرفاً حرفاً، كل قصص الحب تبدأ وتنتهي من قبل حتى أن تعود شفاهنا إلى وقادها فلماذا لا تحاول أن تمضغ كلماتك الحائرة كوجبة عشاءٍ سمينٍ أمام مدفأة؟! ولماذا لا تطل مراراً بجسدك المتهالك من شرفاتك الخالية لعلك تجيد اقتفاء الفرائس.؟! لماذا تحاول أن تلتهم أفكاري بشراسة حين أكون جائعة؟!.
في فقاعة رأيتك شمساً وشاطئ رملٍ وغابة شعر ورمز، رأيتك بحراً وشلال حبٍ وتلة أرز، وجدتك حين تدليت عن نفخة الروم في رحم الأُثير جنياً من ورق، وحين سطعت على الأرض كما تسقط الشمس في بحر الغروب، أنا نلت شرف اختراع مشاعرك كما نلت أنت شرف ابتكار مشاعري، كلانا مذهلٌ يا سيدي.. كلانا مذهل!
• أن يكون لديك مشاعر تصنع منك إنساناً فأنت مذهل، لكن أن تصل براعتك إلى اكتشاف مشاعر الآخرين وتقديرها فأنت أكثر من أن تكون مذهلاً، لأن لديك براءة اختراع راقية قد لا ينالها علماء كبار منحتهم الحياة جوائز الحرب والسلام معاً!.
ألطاف الأهدل
وجدتك في فقاعة 2269