بعد تشكيل المجلس الوطني لقوى الثورة الشبابية الشعبية السلمية في بلادنا صار من الواجب على الجميع التفكير والإعداد لمرحلة الحسم الثوري, خاصة وأن الثورة قد طال أمدها تجاوزت السبعة الأشهر وعامة المواطنين في مختلف محافظات الجمهورية قد ضاقوا ذرعاً من تلك السياسات والممارسات العقابية الجماعية التي تتخذ تجاههم من قبل بقايا النظام, وذلك صار الإعداد للحسم الثوري والتعجيل فيه أمراً لا بد منه, وعلى المجلس الوطني أن يجعل ذلك من أولويات مهامه.
لكن ما يجب التأكيد عليه قبل الخوض في كيفية آلية الحسم الثوري على تلك القاعدة التي امتازت بها هذه الثورة منذ بداية قيام بقايا النظام باستخدام ما لديها من قوة عسكرية في قمع الثوار أثناء مرحلة الحسم كما يتم اليوم في أرحب وتعز ونهم وغيرها خاصة وأن التعزيزات مستمرة للدخول في مواجهات سواء مع الشباب المعتصمين في الساحات أو أبناء القبائل أو تلك الوحدات العسكرية التي أعلنت منذ وقت سابق تأييدها ودعمها السلمي لثورة الشباب في بلادنا.
لذا نقول إن مرحلة الحسم الثوري بحاجة إلى مراحل استباقية قبل تحديد ساعة الصفر وهذا يظهر دور المجلس الوطني ومنها مطالبة الدول الشقيقة والصديقة من ترجمة ذلك الموقف على الواقع بصورة سريعة وغير قابلة كالمماطلة والتسويف ثانياً إنتاج سياسة إعلامية موحدة في مختلف الوسائل الإعلامية المؤيدة للثورة والداعمة لها من خلال كشف ممارسات القتل والتنكيل التي تتم بحق إخواننا في بعض مديريات محافظة صنعاء وفي محافظة تعز بشكل يومي مع الصور والتقارير الميدانية ومخاطبة من ذلك كافة أبناء الوطن وفي مقدمتهم الذي لا يزالوا في صف النظام أو مؤيديه من خلال خطاب إعلامي واقعي ومتزن دون تشنج أو مبالغه توجيه خطاب إعلامي خاص لإخواننا من أبطال القوات المسلحة الذين ينتمون إلى تلك الوحدات العسكرية والأمنية التي تديرها بقايا النظام بأنهم في الأخير مواطنين يمنيين يهمهم أمن واستقرار الوطن وتقدمه ورخاؤه وازدهاره وهذا لا يتم إلا في ظل دولة مدنية حديثة تكفل كافة حقوق أبناء الوطن المشروعة وفي مقدمتهم هؤلاء الأبطال, وإن كل من يتم الدفع بهم لمواجهتهم وقتلهم هم إخوانهم وأبنائهم لدى كل واحد منهم أقارب وأصدقاء بين هؤلاء المستهدفين بالقمع.
هذا إلى جانب كشف زيف وادعاءات بقايا النظام وإعلامهم الرسمي حول بعض الممارسات التي توجه فيها أصابع الاتهام نحو الثوار واللقاء المشترك.
وكم كان الأستاذ محمد الصبري ذكيا عندما دعا بقايا النظام في لقائه مع القناة الجزيرة للتعاون مع الثوار في إلقاء القبض على من زيف الادعاءات الباطلة, وعلى ضوء ذلك يمكن توعية العامة ليس في المدن بل على مستوى كل قرية وعزلة, كما يجب خلال الأيام القليلة القادمة فتح ملفات الفساد خاصة بالنظام والحزب والتي تمت خلال العشرين السنة الماضية من خلال وثائق ومستندات يمكن الرجوع إليها سواء تلك المخالفات المركزية أو التي تمت على مستوى المحافظات والمديريات وموقف النظام من الفاسدين وحجم ما تم نهبه من المال العام والخسارة التي تعرض لها الوطن والمواطن على السواء جراء ذلك الفساد إلى جانب السياسات المتخبطة والغير مدروسة في إدارة البلاد ومواردها كما يجب مخاطبة من تبقى من قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام من خلال عمل ندوات يتم دعوتهم إليها حول مستقبل الحزب ما بعد الثورة وإمكانية ممارسة نشاطه مع بقية الأحزاب الأخرى وفق النظام والقانون في حال استطاع المؤتمر التخلص من تلك القيادات الفاسدة والتي أساءت إلى المؤتمر كحزب سياسي له تاريخه المشرف وقاعدته الشعبية العريضة, وأعتقد أنه بتلك الخطوات وغيرها نستطيع تحقيق أهداف الثورة, والوصول إلى نقطة الحسم الثوري السلمي بأقل الخسائر وربما بدون تسجيل أي مواجهة تذكر.
ما أود ذكره في نهاية هذا أن العمل الثوري في مختلف محافظات الجمهورية لا يزال عشوائياً وغير موحد رغم مرور أكثر من سبعة أشهر على انطلاق الثورة إلا في صلاة الجمعة والمسيرات التي تتبعها, أما البقية من التصعيد الثوري ابتداء من المسيرات الآخرة ومروراً بعملية العصيان المدني التي غابت فجأة وانتهاء في البيانات والندوات السياسية والتصريحات الإعلامية وغيرها وما نأمله معالجة ذلك من قبل المجلس الوطني وكذا توحيد الخطابات الإعلامية وتفعيل النشاط الإعلامي داخل الساحات وميادين التغيير وذلك من خلال خطة إعلامية موحدة وملزمة وبالتنسيق مع كافة الوسائل الإعلامية المؤيدة للثورة وغيرها سواء المحلية أو الخارجية حتى تكتمل نموذجية ثورتكم يا أبناء اليمن!!!
عبدالوارث ألنجري
عن الحسم الثوري 2208