خلال الآونة الأخيرة لوحظ أن حالة من الغضب قد سادت بين المواطنين يصاحبها نوع من الحزن والاستياء الكبير، كل ذلك بسبب تلك الصعوبات والإشكاليات التي يواجهها يومياً في حياته المعيشية بداً من الانقطاع المستمر واليومي لخدمة الكهرباء وانتهاء بالارتفاع الجنوني والمستمر للأسعار، بالإضافة إلى غياب الاستقرار الأمني ودون أي تدخل أو مساعدة من قبل الجهات المعنية المتواجدة للسلطة القائمة.
هذا إلى جانب ملاحظة أن الفوضى في الشارع والأسواق والطرقات والنقل العام والخاص والمرافق العامة أصبحت هي القاعدة والانضباط أصبح هو الاستثناء وكأنها أمر عادي جداً خاصة بعض ممثلي السلطة المحلية الصعوبات والإشكاليات التي يواجهها المواطن في حياته اليومية.
الغريب في الأمر وما يثير حيرة ودهشة بل وإرباك عقل المواطن المغلوب على أمره تلك التقارير والتصريحات التي تبثها وتنشرها أجهزة الإعلام والصحف، خاصة الرسمية منها لبعض الجهات الحكومية المعنية، وأيضاً المسؤولين فيها أن الأمور سائرة بشكلها الصحيح وأن المعالجات المتخذة أثمرت في حل الإشكاليات والصعوبات، ولكن ما يواجه المواطن في حياته عكس ذلك.
إن ما يؤرق المواطن بل والشعب أن ما يسمعه من تصريحات لبعض المسؤولين حول بعض القضايا المتعلقة بحياته المعيشية وما هي إلا جانب إعلامي دعائي خاصة في جانب اتخاذ المعالجات للإشكاليات والتي تيم البحث فيها وبطريقة بارعة وماهرة عن شماعة يتعلقون بها.
إن الشعب من حقه أن يشعر بآدميته في توفير ضروريات عيشة الكريم وفي خدمات ورعاية مستمرة ليشعر أن الوطن وطنه وليس وطناً لفئة معينة، فالشعب، وخاصة المواطن البسيط المغلوب على أمره يريد أن يستريح ويرتاح من هذه الإشكاليات والصعوبات المزعومة وأن تعود الفرحة إلى حياته بعد غياب طويل حتى ولو خلال شهر رمضان المبارك الذي هل عليه وهو في هذا المناخ الصعب، فالشعب يريد أن يضحك فهل من حقه ذلك.
بالمناسبة وعلى ذكر الشعب يريد أن يضحك قراءة في إحدى المجلات الأجنبية إنه خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها بأعوام كانت تصدر مجموعات فكاهية، أوروبية وأميركية، فكاهات مكتوبة وفكاهات مرسومة بل، ظهرت مجموعات هائلة من الكتب الصغيرة خفيفة الدم.. والمجلات الفكاهية أو التي لا تخلوا من أبواب فكاهية كانت كثيرة أيضاً والتفسير سهل، فأثناء الحرب وبعدها كان الناس في حاجة إلى الضحك لينسوا ما هم فيه.. أما الآن فيندر أن تجد شيئاً من ذلك.
ورغم أن الناس في إنحاء كثيرة من اليمن يعانون ما لم يعانون في الحرب العالمية وما بعدها.
في بلدنا أيضاً يحتاج الناس للضحك ليسنوا قليلاً مما عانوه ويعانوه ويوجد لدينا أيضاً كتاب الفكاهة ورساموا الكاريكاتير، فهم لا يزال بخير فعليهم أن يساهموا ويبدعوا في زرع الابتسامة والضحكة فمثلنا العالم في حاجة شديدة إلى من يضحكه.
ففي بلادنا أيضاً الشعب يريد أن يضحك.. والله من وراء القصد.
نبيل مصطفى مهدي
الشعب يريد أن يبتسم!! 1609