من الإنصاف للتاريخ الذي لا يرحم دعاته ومزورية وللأجيال الصاعدة في هذا الزمن الجاحد وفي هذه البلد المنكوبة التي عصفت بها الأزمات المتفاقمة التي أدخلتها في نفق مظلم وحروب دامية، تتفجر في أكثر من مكان وبقعة من أراضي هذا الوطن الجريح..
من الإنصاف اليوم أن نتحدث أو نكتب عن أحد الأولية العسكرية العظيمة وهو اللواء "25" ميكا مشاة ـ الصامد المقاتل في محافظة أبين منذ نحو "70" يوماً ـ وهو يخوض معارك عنيفة مع الجماعات المسلحة التي بات يطلق عليها أو تطلق على نفسها اسم "أنصار الشريعة" بعد أن اجتاحت محافظة أبين وأسقطت عاصمتها زنجبار واستولت على كافة مقدراتها منذ فجر الجمعة الـ"27" مايو الماضي وزاد شردت جميع سكانها بشكل ماساوي مريع لم تعرفه هذه المدينة التي صارت خراب ومدينة أشباح في التاريخ القديم والمعاصر.
أمام تراجيديا الأحداث المتلاطمة التي تدفع ثمنها محافظة عصية وعرفت بتاريخ نضالات أبنائها كرقم صعب في المعادلة الوطنية في أدق وأصعب المراحل وتعيش اليوم انتكاسة وانكساراً لم يخطر للحظة واحدة على بال أحد مواطنيها.
 أمام المخطط التآمري الفاضح للانتقام في أبين أرضاً وإنساناً يقف اللواء "25" ميكا بقيادة المناضل الفذ العميد ركن/ محمد عبدالله الصوملي وكل منتسبي اللواء المغاوير بالمرصاد يقاتل وحيداً ومحاصراً كل تلك الجماعات المسلحة التي احتشدت وجاءت من سائر المحافظات اليمنية وهي مدربة وتمتلك مهارات قتالية عالية وتؤمن بعقيدة لا تخشى الموت بتنفيذ عمليات انتحارية ضد الوحدات العسكرية من أبين إلى عدن ومنها هذا اللواء المغوار الذي كسر ضباطه وأفراده وقيادته كل حواجز الخوف وحطم كل التوقعات التي كانت تراهن على سقوطه وتسليم معداته الحربية للجماعات التي صار مرمى شبر منها من كل الاتجاهات وما تمتلكه من عتاد وغنيمة استولت عليها والأهم الفسحة أو المساحة التي تجول فيا بحرية لكنه ظل مستبسلاً في صمود أسطوري لم يسبق له مثيل من قبل، متقلباً على الحصار ومرارة متاعب الصحراء طوال الـ"70" يوماً لم تهز منتسبة الأشاوس العواصف ولا التآمر والخذلان في فك الحصار عنه.
لقد ضرب رجالات اللواء "25" ميكا أروع المثال في التضحية والفداء وهو يقدم القوافل من الشهداء الأبطال والجرحى من أجل الوطن والذود عن أمن واستقرار أبين وكل اليمن، خلد مقاتلو اللواء "25" ميكا وقائدهم الجسور العميد/ محمد الصوملي أسماءهم في أنصع وأشرف صفحات تاريخ اليمن المجيد.. ولعمري لم أجد لواء مقاتلاً بهذه الشراسة والصبر والإيمان والإخلاص بالواجب الوطني المقدس، كما هو الحال والمشهد الحقيقي للواء "25" ميكا الذي يجب أن ننحني لهم ونقبل جباههم تقديراً وعرفاناً لأدوارهم ومآثرهم الخالدة.. التحية وألف مليون تحية لكم يا من أيقنتم أن صمودكم واستبسالكم وانتصاراتهم وتضحيتاكم هي المجد لكم.. المجد كل المجد والخلود إلى كل جندي وضابط وإلى القائد الصوملي والله الموفق.