الحاج محسن -أحد النازحين- الذي هوت به الحرب والدمار الذي حل بزنجبار للنزوح إلى عدن ويقطن الآن في مخيم مدرسة سعيد ناجي بالمنصورة ، وعادة ما تجمعني معه جلسات، نناقش ونتداول خلالها الهموم وأوضاع النازحين، مؤخراً سرد على مسامع الحضور على طاولة الشطرنج- التي تجمعنا بجانب المدرسة وهو يتألم من معاناة التشرد والنزوح- بيتاً شعرياً من قصيده شعرية للشاعر المرحوم/ أحمد المشطر يقول:
"خراز ثمنها وخراز اشتراها وما عرفوا كيف مسقاها ومرعاها؟"، كان قد قالها في نهاية السبعينات من القرن الماضي عندما قامت السلطات في مديرية جنوب الوطن بمنعه من بيع رأس غنم إلا عبر المؤسسة العامة للحوم، لتقوم بتثمينها وقال قصيدة طويلة كردة فعل على سوء التصرف هذا الذي ألحق ضرراً بالمزارعين ورعاة الأغنام لإرغامهم على بيع مواشيهم بثمن بخس لا يساوي أتعابهم في رعايتها وما تستهلكه من أكل وماء ..
وسألت الحاج محسن ماذا تقصد من ذلك ؟! ورد قائلاً: بعض مسؤولي أبين وخصوصاً الأمنيين والعسكريين انعدم عندهم الحياء وأصبحوا يعدون الآن من فنادق عدن الخطط والبرامج للعمل في مكاتبهم لما بعد العودة وتطهير زنجبار بل عدد منهم وصل إلى القبائل المساندة للثورة في منطقة شقرة بعد أن طهرها رجال القبائل ليستلم تلك المرافق بعد أن سلموها للمسلحين والإرهابيين سلاماً بسلام وبدون مقاومة واليوم يريدون العودة لها ولم يعرفوا التعب والجهد والاستبسال الذي قدمه رجال القبائل لتطهيرها وما عانيناه من ذلك.. شردنا ونزحنا وتركنا ديارنا وفي الأخير الذي سلموها يريدون استلامها من جديد وبدون خجل وهذا يذكرني بما حدث للمشطر عندما انتزعوا منه ماعزه وواحد ثمنها والآخر اشتراها بدون تعب .
كان الحاج محسن محقاً في هذا فمسؤولو أبين "اللي اختشوا ماتوا"، كما يقولون لأن هؤلاء المسؤولين الذي تركوا أبين وانسحبوا منها دون مقاومة أو بالأصح سلموها يجب تقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم، خصوصاً المسؤولين الآمنين والعسكريين عدا أولئك الرجال البواسل من اللواء ( 25 ) ميكا الذين رفضوا ولا يزالون يستبسلون للدفاع عن زنجبار ورفضوا تسليم اللواء للعناصر المسلحة، كما يجب على هؤلاء المسؤولين الذين تخلوا عن مهامهم وواجباتهم وتسببوا بذلك بإزهاق أرواح مئات المواطنين وتشريد الآلاف وتدمير البيئة التحتية أن ينطلقوا في هذا الأمر من نظره أخلاقيه تجاه محافظتهم وأهلها وأبنائها لأنه يقع عليهم واجب أخلاقي أن يخجلوا ويحاسبوا أنفسهم قبل يقوله لهم الغير .. فالعودة إلى مرافقهم، خصوصاً المسؤولين الآمنين والعسكريين الكبار أمر مخجل ومعيب عليهم، أما المسؤولون الصغار ومسوؤلي السلطات المحلية عامة فهم بعيدون عن هذا الواجب..
محمد المسودي الفضلي
مسؤولو أبين وطموح العودة إلى السلطة 2254