"ارحموا عزيز قوماً ذل".. نعم لقد كانوا أعزة حتى طالهم الفقر، كان عزيز في بيته تحت سقف يؤويه ومصدر رزق ينفق به على أسرته، الآن أصبح يقلب كف بكف ويدعوا يا لله بالغذاء ويالله بالعشاء، نازحو أبين أصبحوا مشردين في المدارس والمخيمات في حالة مأساوية يرثا لها، ولأن حكومتنا الرشيدة، غير رشيدة لم تحتسب ولم يخطر في بال أي أحد من قادتها الأشاوس وعباقرة عصرهم أن يضعوا بنداً في ميزانيتهم الطويلة العريضة للازمات أو الكوارث وما أكثرها, والتي باعتقادي لو وجد وخطط له لكان أغنى أبين وسكانها من ذل العيش في هكذا ظروف!! ، والذي لو وجد في أي بلد عاقل كان كفيلاً به لحل مشكلة أبين وأي محافظة أخرى نوت القاعدة كما يزعمون التصييف أو السياحة فيها، ولكن في بلد رفع عن حكومتها القلم لا تحتوي ميزانيتها على هكذا بنود مع أنه لو وجدت لكانت كعكة دسمة أسالت لها لعاب المسؤولين من ذوي الرائحة الفائحة ولتقاسموها قبل وقوع الكارثة -لا قدر الله- حصلت بعد تقاسمها سيقولون انتظروا موازنة العام الجديد.
لكم الله يا نازحين أبين، لكم الله يا أعزائي، فهو الوحيد الذي سيضع لمأساتكم نهاية ويبدو أننا سننتظر ليلة القدر لتحدث المعجزة.
فهو الوحيد الذي سيجعل لكم مخرجاً، وليس متبرع يتبرع بقصعتين فاصوليا ويبشر عشر صحف وموقع الكتروني ويتصور جنب حقه القصعتين وينشر الصور!!.
فسبحان الله جميع الناس إذا حدثت مثل هكذا مصائب في بلدانهم يتضرر الجميع إلا في يمننا السعيد، فعند الكوارث والمصائب يتضرر الجميع إلا من هم ضد الخدش من المسؤولين والقائمين على حل المشكلة، فنرى أصفاراً تضاف إلى أرصدتهم، اللهم لا اعتراض!!.
لكم الله وبما إن رمضان على الأبواب، رفع نازحو أبين شعار صيام الدهر وأنهم قد بدأوا بروفات الصيام منذ وصولهم إلى عدن، ويبدو أنه سيكون مسلسلاً تركياً طويلاً، قد يستمر إلى رمضان القادم، من يعلم ولنا في سيول حضرموت ونازحين صعدة والحلول التي قامت بها حكومتنا عبرة.. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل أننا -وبلا فخر- بلد يمتلك حكومة رزينة متأنية تتخذ من شعار "في التأني السلامة وفي العجلة الندامة" هذا فقط في حل مشاكل المواطنين وبذات الكبيرة والعاجلة منها!! اللهم لك الحمد..
وفي الكواليس هناك أحاديث تتردد أن الوضع سيظل على ما هو عليه وقد ينتقل إلى محافظة أخرى, حيث هناك إشاعة تقول إن هناك تعاون بين أميركا واليمن بالبحث عن أسامة بن لادن الذي يعتقد الأميركان أنهم قتلوه ورموا بجثته إلى البحر، ولكن على ما يبدو أنه لم يمت وأنه كان لا يزال فيه عرق ينبض وبقدرة قادر أسعفته الدلافين بالتنفس الصناعي وسبح حتى سواحل أبين وهو الآن هناك، هذا ما توصلت إليه الاستخبارات اليمنية، ولكن الخوف كل الخوف أن يستحلي بن لادن السباحة مرة أخرى ويصل إلى عدن!!.
ولأننا في عصر التغيير مطلوب، فقد تغير نغمة الشحاتة والتسول في عدن ولا تعجب لو دق باب بيتك أشكال وألوان من البشر من الصومال والمهمشين والبيض والسمر كلهم يدعون أنهم من نازحي أبين ويريدون إعانة، الكل يشحت باسمهم، فراداً وجماعات مواطنين وحكومة والعجيب الغريب أن النازحين الحقيقيين ماتوا جوعاً في المدارس، متخذين رجيماً إجبارياً!!.
في الأمس دق باب بيتي طفل يبيع حنا حضرمي وعندما لم أشتر منه قال لي أعطيني أي شيء فانا من أبين؟ بعد ساعة دقت الباب صومالية تبيع جلابيات وعندما رفضت الشراء أيضاً طلبت مني إعانة، لأنها من نازحي أبين؟.
لا يستطيع أحد أن ينكر أن هناك جهوداً تبدل وأن هناك أيادي بيضاء تبذل العطاء، ولكن كل ما قدم لا يزال غير كافي، وعلينا التعلم من أخطاء السابق ومآسي نازحي صعدة وما عانوه لا نريد هذا الفلم الحزين أن يتكرر، ولا نريد أن نجد بعد أشهر في الأسواق الشعبية في كريتر والشيخ عثمان بسطات يباع عليها التبرعات التي خصصت لنازحي أبين كما بيعت مساعدات وبطانيات نازحي صعدة في الأسواق الشعبية في باب اليمن وغيرها من الأسواق!!.
ويبقى الخوف من نهاية الشهر أن تعلن وزارة المالية عدم قدرتها على دفع مرتبات الموظفين لأنها من نازحي أبين؟
 ويا قلبي لا تحزن وللحديث بقية.