ما أشبه ما تعانيه أحزاب اللقاء المشترك بحكاية الرجل الذي ظل يتوهم طوال عمره أنه بحجم حبة ذرة وأنه يخاف أن تأكله الدجاجة، حاول الكثير إخراجه من هذا الوهم، لكن دون فائدة ومع إصرار وإلحاح الجميع اقتنع صاحبنا انه ليس بحجم حبة الذرة، لكن قال: من يقنع الدجاجة بذلك.
يمكن القول إن أحزاب المشترك كانت مقتنعة تماماً بهذا الوهم وهو أن حجمها لا يتعدى حبة ذرة، بل لم تكتف بهذه القناعة، ولكن حاولت تسويق هذا الوهم وإقناع الشعب بهذا الدور ، للأسف هذه الأحزاب قبلت أن تكون الوجه الآخر للسلطة وبالمقابل نجح صالح ونظامه في إقناعها بهذا الدور ومن خلال هذا التواجد الهلامي لهذه الأحزاب نجحت السلطة في إقناع العالم أن لدينا ديمقراطية وتعددية سياسية وحرية صحافة وغيرها.
ظل النظام يتاجر ويعبث بالوطن والمواطن على مرأى ومسمع هذه الأحزاب، بل و يستمد شرعية بقاءه طوال هذه الفترة من وجود هذه الأحزاب وصمتها المطبق على بيع وتدمير حاضر ومستقبل الإنسان اليمني، اليوم الوطن يغلي ويثور وأحزابنا لم تستطع حتى استثمار تلك الملايين الثائرة في سبعة عشر محافظة وإقناع العالم بأن ما يدور في اليمن هي ثورة كاملة وليست أزمة سياسية كما يسوق لها النظام وإعلامه الرسمي وحلفاؤه الخليجيون.
لقد نجح النظام في إقناع المجتمع الدولي أن ما يدور في اليمن هي أزمة سياسية بين السلطة والمعارضة، ُيقر النظام بوجود أزمة ويطالب الخليجين بالتدخل، ُيعد صالح بنود المبادرة بيده وبعد أن يتأكد من أنه قد "عصدها" وفخمها جيداً يقدمها للجانب الخليجي وبدورهم يقدموها للمشترك، فيقبل دون أي تحفظ رغم أن المبادرة هي إجهاض لثورة الشعب وإرادته واستخفاف بأرواح ودماء الشهداء واعتراف كامل وصارخ من أحزاب المشترك بأن لدينا أزمة سياسية وليست ثورة، رغم علمهم بأن المبادرة من ساسها لرأسها عبارة عن انتهاكات صارخة وتكريس للتبعية ومصادرة لأحلام اليمنيين في بناء وطن، يعيد للإنسان اليمني كرامته المسفوكة على أضرحة الفشل التي انتهجها هذا النظام الأكثر قبحاً على مر العصور ، ومع كل ذلك يرفض صالح المبادرة مجدداً .
اليوم ضُرب النظام وانتهى ولاحت الفرصة الذهبية لإعلان وطن جديد وليذهب بقايا النظام إلى الجحيم ، كل من تورط في الدم والمال العام ُيقدم للمحاكمة ، ولكن لا حياة لمن تنادي، مازال الرعب يسيطر على هذه الأحزاب وكأن صالح يرفع سيفه في وجوههم حتى في أحلامهم ، هل ينتظرون عودة صالح ليقرر مصير هذا الوطن؟
لقد أثبتم بما لا يدع مجالاً للشك أنكم اضعف من أن تقرروا مصير هذا الشعب ولذلك أنصحكم أن كنتم تريدوا لهذه الثورة النجاح أن تحلوا أنفسكم وتعلنوا انضمامكم لثورة الشباب ، ثورة الشعب ، لان بانضمامكم إلى الثورة ستجعلوا بقايا النظام في مواجهة مباشرة مع الشعب وليس المشترك.. حينها سيتعامل معنا العالم على أساس ثورة شعب وليست أزمة سياسية بين السلطة والمعارضة ولن يجد بقايا نظام صالح من يفاوض ولا من يوقع وسوف تتساقط بقية أوراق النظام وأركانه كأوراق الخريف وسيجدون أنفسهم معزولين تماماً.
ويومها ستجد فلول الحرس وبقية الأجهزة الأمنية أنها أمام خيار واحد لا بديل له وهو الانضمام لثورة الشعب أو الذهاب إلى الجحيم، محملين بالخزي والعار ولا بديل لهم غير ذلك لأن طوفان التغيير قادر على جرف وتحطيم بقايا هذه الآلة العسكرية وأجهزتها القمعية ، والثورة تنفجر ولا تقبل مفاوضات ولا وساطات ولا تحل بالمبادرات بل بالحسم والتصعيد الثوري ، إنها ثورة شعب صبر وتحمل دهراً ولا مجال للحلول الوسطية أو القسمة على اثنين ، الشعب قال كلمته، إسقاط النظام وليس أفراد.
Kb_201@hotmail.com
خالد البعداني
وجه أكثر قبحاً... 2300