بين التقارب والتنافر:
نحاول كثيراً الاقتراب والتقرب من بعض الأفكار التي حقيقة يود كل واحد منا أن يستوعبها أو أن يتعايش معها بواقعية، وفي كل مرة ينصدم بمنطق مخالف تماماً لكل ما كان في الحسبان وعليه يظهر المخفي للعيان وينكشف المستور وتظل لعبة "توم وجيري"، ليس من أجل أن يقتل أحدهم الآخر أو يأكله وإنما فقط من أجل أن يستمر الضحك على المشاهدين ولكن بقناعي الحاكم والمعارضة.
حقيقة إلى 2013م:
هو الموعد المرتقب من قبل الكثير من آل عفاش والتي قامت ثورة الشباب ليس عليهم وإنما على نظام التفرد بالحكم والمزاجية المطلقة والأسرة المبجلة، والتي طالما سمعناها كثيراً من قبل النظام البائد في كل مناسبة وطنية وغير وطنية سواءً أمام أكاديميين أو حتى أمام جمهور من الشعب المتميز بأن عقله على قدّه وأن تفكيره لا يتعدى منطق يومه عيده، ولا يحتاج أن يفكر بما يريده غداً ويتوقف طموحه عند أبسط الحقوق الممنوحة والمكفولة من الله سبحانه وتعالى لبني الإنسان على وجه الأرض، وعليه توقفت سفينة الأحلام التي واجهت الكثير من الصعاب وأكبرها لا يزال هو الوعي، ولا أعتقد أن الوحي سينزل فجأة على قلوب الشعب بمناسبة اقتراب الشهر الكريم ويلهمنا جميعاً أن المصلحة العامة تقتضي قبول حقيقة التغيير سواءً بنصوص دستورية أو بوساطات عربية أو بوصايات أميركية من أجل بقايا زمرة العفاشيين إلى عام 2013م وهو موعد الاستحقاق الانتخابي القادم وطبعاً حينها نعلن جميعاً فوز جماهير العناد الوطني على جماهير مادون ذلك وأن السبعين فاز على الستين بفارق عشر درجات.
خطوة بخطوة:
ليت خطواتنا في الحياة تجسد حقيقة ما نحاول أن نتعلمه أو بعض ما نتعلمه من خلال الدراسة، فعلى سبيل المثال تجد الشخص في بلادنا يقضي حاجته في الشارع وخلف أي سيارة متوقفة وفي أي سور قريب أو بعيد، ويكفيه أن يجلس ولا يهم إن كان سينجّس نفسه وغيره وأهم شيء يقضي الحاجة، وحين يغادر البلاد من أجل العلم أو العمل ويظل فيها ما لا يقل عن خمس سنوات، وأول ما يصل يشتاق كثيراً إلى كل ما هو متخلف، وتجده بدلاً من أن يجلس لقضاء حاجته فهو يقوم بها واقفاً لأنه مستعجل، ومش فاضي حتى ينزع ملابسه.
البعض الآخر يتوجه إلى دول الغرب ويرجع حاملاً شهادة دكتوراة في أي مجال ويتكلم بمنطق الجهل المتأصل في بعض المناطق والذي لم يتجاوز عام خمسينيات القرن الماضي وليس العقد الماضي أو العام الماضي، فقط نجيد حب التظاهر بالفهم وهز الرأس، ونحن نعشق كل ما ينطوي تحت الجهل، ولا عجب أن تجد عدداً من الوزراء في حكوماتنا المتعاقبة يتجول من منصب لآخر وهو لا يحمل حتى شهادة محو الأمية ولا يستطيع كتابة اسمه ويكفي أنه يستطيع يشخط بالقلم من أجل التظاهر بالتوقيع، وأهم شيء العقل ومش ضروري يتعب نفسه بالقراءة والكتابة والبركة في عياله وإخوانه وعيال عمه وكلهم بالمكتب المجاور والمكاتب التي فوق وتحت مكتب السيد الوزير يقرؤوا له المكتوب ولجل ما يضحكوش عليه يخلي اثنين يقرؤوا المكتوب فيها، وإذا وجد وزير يستحق أن يكون في المنصب الذي تقلده من خلال شهاداته العلمية ولا نقول من أجل شهادات رجال الإعمال والمشائخ والمليارديرات والوصايات والتوصيات من أجل تعيين وزير للنفط أو حتى وزير للبهائم في دولة لا يتجاوز عقول نظام مستوى كالذين هم أضل سبيلا.
طلع وإلا نزل ما يهمنا:
لم يعد يهمنا شيء سواءً طلع فلان أو نزل فلان، سواء كان مسعد هو مسعدة أو سعيدة تصبح في لحظة هي صاحبة القوامة في منزل السعادة، وإن عاد عفاش أو لم يعد صدقوني لن تعود الأمور إلى ما كانت عليه لأنه من المستحيل أن يظل شيء في بلادنا يساير وضعاً معيناً ومن ثم يعود إلى طبيعته وعلى سبيل المثال لا الحصر خذوا سعر أبسط سلعة تجارية وهي مياه حدة ومن خمسين ريالاً إلى ثمانين ريالاً خلال أسبوع واحد، وحتى لو رجع الديزل لسعره السابق وتوفرت المشتقات النفطية ورجعت الكهرباء بدون انقطاع وجاء شهر رمضان وليلة القدر ونزل المسيح وخرج الدّجال ورجع المهدي المنتظر، لن يعود سعرها إلى خمسين ريالاً أبداً والأيام بيننا، وكلنا نعرف ذلك ونؤمن بهذه الحقيقة وكلنا تعوّد منذ أن ولد على أن كل شيء في هذا الوطن للطالع وليس للنازل، ولكن من يحاول أن يقتنع أن الماضي لا يعود واللي انكسر ما يتصلحش حتى لو كله اتوماتيكي وصناعي وتذكروا أن المكياج لا يصلح ما أفسد الدهر، أو الغريم المجهول.
مرسى القلم :
يا زمان الذّل يا عصر الخـوارق
وش جنينا من مآسينـا حصيلـة؟
غير ذكر الخوف وأحزان الخنادق
والنفوس اللـي تناشدكـم عليلة
غير خطواتٍ بها لمز السواحق
ترفـع الأجسـاد والهامة ذليلة
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
خطوة للأمام وثلاثة للخلف 2048