;
وسام باسندوه
وسام باسندوه

نعم لمنطق الثورة.. ولا للانتداب والوصاية 2156

2011-07-24 03:32:58


أصدر السفير البريطانى فى اليمن تصريحا غير موفق بل ومعاديا للثورة بشكل واضح حين عبر عن رفض بلاده للمجلس الانتقالى المعلن من قبل الشباب، وأن أى حل فى اليمن لن يتم إلا وفق حوار وطنى شامل، فى إشارة إلى دعوة صالح للحوار. ولا ندرى هل كان السفير مفوضا للحديث باسم بلاده فى هذه اللحظة، أم أنه تحدث بالأصالة عن نفسه فقط.
صحيح أن السفيرين الأمريكى والبريطانى يقودان حملة مكوكية بين القيادات اليمنية الحاكمة والمعارضة على السواء، بغرض إنهاء الموقف فى اليمن، وباعترافهما فإن كل ما يقومان به من جهد يأتى تحت مظلة المبادرة الخليجية.
وبالرغم من تعاطى رموز المعارضة معهما بكل احترام وتقدير، وكأنه من الطبيعى والمنطقى أن يتدخل السفراء الأجانب فى الشأن اليمنى بهذه الطريقة، وهو الأمر الذى لم نشهده لا فى مصر ولا تونس من قبل، كما أن الدنيا قامت ولم تقعد فى سوريا بسبب زيارة واحدة قام بها السفير الأمريكى لمدينة حماة للاطلاع على أوضاع المتظاهرين هناك، فهل كان سيكون موقف النظام اليمنى مشابها لموقف النظام السورى فى غضبته لو لم يكن السفيران الأجنبيان منحازين لصالح وآله لهذا الحد.
الشعب اليمنى انتفض بثورته ضد الظلم والفساد ورفض الوصاية الأبوية من حاكم فاسد وهو من أبناء جلدته، وهذا النظام وهذه المعارضة يقبلان بالوصاية الخارجية الواضحة وكأننا فى عهد الانتداب أو ما شابه. وهنا نؤكد مجددا أن هذا الموقف غير مستغرب من مثل هذا النظام الذى يقبل أن يُقصف أبناء شعبه وتنتهك سيادته يوميا على يد القوات الأمريكية. لكن فى الوقت ذاته فإن قيادات المعارضة بهذه العقليات المتحجرة باتت عاجزة عن مجاراة رغبات الشعب والشباب وأصبحت هى أيضا مثار امتعاض، بتماهيها التام مع كل المشاريع الخارجية تحت ذريعة الحل السياسى والحكمة السياسية. نعتذر فأين السيادة والكرامة الوطنية؟ أين مقترحاتكم لإنقاذ البلاد وإنجاز الثورة؟ أين أوراق ضغطكم فى التعامل مع النظام والقوى الخارجية؟
وأخيرا بدا واضحا أن هناك إشكالية لدى شباب الثورة أيضا، فهم على سبيل المثال سبق ورفضوا المبادرة الخليجية وأى حل سياسى من منطلق أن هذه ثورة وليست أزمة، وبالمقابل لم ينجزوا ثورتهم، أى أنهم فعليا ينتظرون الحل من السياسيين. وكذلك هم يوميا يخرجون فى مظاهرات رافضة ومنددة بالوصاية الخارجية، فى حين أنهم يتابعون بشغف تصريحات السفراء الأجانب ويعملون جاهدين لاستدرار عطفهم، فى انتظار أن يتكرموا علينا لإنهاء الأوضاع المتأزمة. وهذا الانتظار حقيقة لن يجدى فهذه الدول لا تعترف سوى بمصالحها، وإلا فإن بن على ومبارك أغلى لديها بكثير من صالح، وإذا الشباب عزموا الخلاص جادين، فسيأتى العالم كله للتفاوض معهم. وأكبر دليل على ذلك تأخير عودة صالح بعد أن أعلنت أبواق النظام أنها ستتزامن مع ذكرى سطوة على السلطة قبل 33 عاما، الأمر الذى نرجعه لتأثير الهبّة الثورية التى تجددت حماستها مع إطلالة صالح من مشفاه. ما يحتاجه الشباب فقط المزيد من الثقة بأنفسهم وقدراتهم، وإلا فلن يكونوا سوى مجرد ورقة ضغط تلوح بها قيادات المعارضة كلما أرادت، وتتلاعب بها القوى الأجنبية التى تتأرجح توجهاتها على مدار اليوم ما بين صالح والثورة، إذ لم ينقض تصريح السفير البريطانى، إلا وطالعنا مجلس الشيوخ الأمريكى بمطالبة قيادة بلاده بالاستعداد للتعامل مع مرحلة ما بعد صالح. القوى الخارجية لم ولن تحدد موقفها النهائى، وستبقى مع من غلب، لكن الشعب اليمنى حسم أمره.
الشروق المصرية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد