جمعة وراء جمعة:
بعد أن استنفذنا كل التسميات المطلوبة من أجل الجُمُع الثورية والتي كانت مابين بداية وحشد وتضامن ووفاء لكل الشهداء وذويهم وأسرهم وأحبابهم وكل الكل، واستكملنا حلقة الوفاء لكل محافظات الجمهورية ولم يتبقى لنا من وجهة نظري إلا جمعة الحشد لثورة التآمر الخارجي، وعليه نقوم بعمل ثورة لقلب نظام حكم أوباما وآل سعود وكل من نعتبره عدواً للثورة، ولا يوجد للثورة أعداء سوى عقولنا وتفكيرنا المحدود، والذي لا يتعدى كونه تفكيراً غير منطقي ولا عقلاني وسأورد الأسباب.
عن التآمر:
في كل دولة من دول العالم حين تقوم ثورة من المستحيل أن تجد من يؤيدها إلا في حال نجاحها، فيقوم الكل بالاعتراف بشرعيتها، وعليه فهذا هو المنطق المعقول، وإلا إذا ما قدر الله ولم تنجح الثورة، فالأنظمة العالمية وأهل القرار ودول الجوار ستظل موالية للنظام في هذه البلدان بما فيه سلامتها وسلامة أراضيها وبقاء شرعيتها، ولأنها لا تملك أي عداء ضد هذا النظام مهما اختلفت وجهات النظر، وكذا فإن الشهداء الذين سقطوا من أجل الثورة لن يكونوا شهداء ثورة إلا إذا نجحت وكتب لها التوفيق وتحققت على أرض الواقع وإلا فهم مجرد أشخاص ماتوا، لأنهم كانوا يستحقون الموت وهذه هي حكمة الحياة البائسة التي نعيشها.
وبكل أسف أقولها لم يعيها البعض حتى ممن هم قادة ويعتبرون أنفسهم قادة ولا أدري عن أي قيادات تتحدثون والأوهام تعشعش في عقول الكثير ليل نهار أن هناك دولاً خارجية تتآمر على الثورة، ويبدو أن خوفهم مشروع، لأننا سنقطع عنهم إمدادات الغاز الطبيعي والنفط، وكما تعلمون أننا من الدول الريادية الأولى في التصنيع، وعليه فإن أغلب مسؤولي هذه الدول لن يجدوا سيارة من سيارتنا تقلهم إلى قصورهم أو لربما لن يجدوا مشتقات نفطية من صادرتنا التي غزت العالم كله وأصبحنا الدولة الأولى المؤثرة في العالم ولم يتبق لنا إلا أن نبحث عن متآمرين علينا لكي يجهضون الثورة.
مصارحة وحقيقة:
أنت كمواطن، شاب كنت أو شيخ عامل أو عاطل، أنت يا من تقرأ هذه السطور، أنت سبب في تأخير الثورة، وقد تتجرع عاقبة هذا الفكر المنطوي تحت مظلة المتآمرين والذين هم بالأصل متهمون بأنهم يعملون ضد ثورتنا والتي لازالت مجرد أزمة شئتم أم أبيتم، هي مجرد أزمة ومحاولة اغتيال ولن تتعدى حدود ذلك مادامت بقايا النظام في مكانها وما دام بقايا النظام في مراكزهم ومناصبهم ونحن ننتظر ونقول يبدو إن دولة كذا عميلة للنظام.
يا للعجب.. عميلة للنظام وأنت تريد مساندتها وتريد كل الوسائل المتاحة من أجل أن تخلق العداء بينك وبين الجميع وتتكلم عن العمالة وتصبح عفاشياً، ولكن بمظهر جديد ‘‘عفاشي ثوري‘‘.
مابين قطر والسعودية:
منذ زمن والخلافات في الآراء بين المملكة ودولة قطر هي معروفة للجميع وهو مجرد اختلاف لم يصبح يوماً من الأيام انشقاق بمعنى الكلمة وصدقوني تربطهم علاقات قوية ، وبما أن البعض من بقايا النظام يعتقدون أن المحبة نزلت فجأة على قلوب آل سعود من أجل السيد صالح، فصدقوني لم تكن القصة سوى كما قالها أحدهم من باب الدعابة ، ما عالجناك إلا من أجل أن لا تموت محروقاً، فتكتب عند الله شهيداً، وبالمقابل بقايا النظام البائد يتحدثون عن دعم من قطر للثوار وأن قطر تسعى لقلب نظام الحكم وأن البعض استلم من قطر مليارات.
ومن وجهة نظري يبدو أن قطر تريد أن تستفيد من الثورة باستقدام المشجعين لعام 2022م من أجل كأس العالم إذا لم يسحبها الفيفا من قطر، وإلا فما تعتقدون بقايا النظام لما قطر تدعم الثورة والمملكة تدعم آل صالح وكل من يتمصلح معكم؟
سبحان مغيّر الأحوال:
لن أتحدث عن المجلس الانتقالي أبداً، ولن أخوض بتفاصيله أبدا، لأنني أعتقد أن الكلام يطول ويتشعب، ولكن أترك لك مواطن حرية التكهنات وكما اسمع حالياً لماذا لم يختاروا حوثياً ولماذا لم يعينوا من قرية كذا ولماذا اختاروا المرأة وقد سمعتم حديث رسول الله ‘‘لا أفلح قوم ولّوا عليهم امرأة‘‘.
وهكذا حذوا حريتكم وتوقعوا وانتظروا جمعة رفض الوصاية الكنغولية والمبادرات اليونانية وكذا الرعاية الأفغانية لبقايا النظام ولا تستغربوا، فكل شيء وارد.
مرسى القلم :
كلما قلنا عساها تنجلي ** قالت الأيام هذا مبتغاها
a.mo.h@hotmail.com