اليمن في حال لا تسرّ أحداً . هذا ما يقوله الواقع على أرض الواقع، فيما الأزمة السياسية الأمنية تراوح بين مد وجزر، هبّة ساخنة وهبّة باردة، في انتظار أن تصدق النوايا في شأن اتفاق نقل السلطة الذي ينتظر هو الآخر إبرامه بين الأطراف المختلفة من السلطة والمعارضة .
آخر الأنباء في صنعاء، عاصمة اليمن، تحذيرات من كارثة صحية وبيئية وغذائية، لأن أزمة دامت شهوراً لا بد أن تكون آثارها على الصعد كافة، وهذا النزف الذي يعيشه البلد خفّض منسوب الاهتمام بشؤون الناس الحياتية، الأمر الذي ينذر بمزيد من التحذيرات، من مزيد من الكوارث .
الرئيس علي صالح في ذكرى تسلمه السلطة أمس الأحد، وهي الذكرى الثالثة والثلاثين، هل يستغل المناسبة لقول كلمته الفصل في شأن طيّ صفحة الأزمة، وتوقيع المبادرة الخليجية التي تساعد اليمن على الخروج من المأزق الذي يعيشه، وهي مدعومة عربياً ودولياً؟
33 سنة هل تكفي لاستخلاص العبر، وتمرير اتفاق نقل السلطة، ونقل اليمن إلى وضع جديد، يقرر فيه اليمنيون المستقبل الذي يريدون، بعد أخذ العبرة من شهور الأزمة الأخيرة، وحروب السنوات الأخيرة، وأزمات العقود الأخيرة، وبذلك يتفرغ اليمنيون لإعادة عجلة بلدهم إلى الحياة والدوران، وقيام حكم يتشارك فيه الجميع، حكم ينظر إلى اليمنيين متساوين، حكم عادل يعيد الاستقرار ويعمل للتنمية المتوازنة، ويضع قطار اليمن على سكة المستقبل الأفضل؟
الأطراف اليمنية، في السلطة وخارجها، مدعوة إلى تسريع خطوات الإنقاذ، قبل أن تدهم اليمن كوارث جديدة، والسلطة مطالبة قبل غيرها بأن تقول كلمتها الحاسمة والنهائية في ما يرضي شعب اليمن كله، وليس المريدين فقط، وثمة مبادرة جاهزة، المهم وضع آلية التنفيذ بخطى عاجلة وواثقة في آن .
ومن يحرص على اليمن وإنقاذه مطالب بإثبات ذلك، وعدم الإسهام في إطالة معاناته، وزيادة المخاطر التي تتهدده.
نقلاً عن الخليج الإماراتية