ربما سمعتم قصة الطفل الذي ظل يطلب من والده الحنون أن يشتري له دراجة هوائية ولم ييأس من المطالبة وعندما كان يسأله أقربائه وجيرانه هل اشترى لك والدك الدراجة؟، يجيبهم بكل صبر وعدم يأس: بكرة إن شاء الله، لم يأت الطفل بهذه الإجابة من تلقاء نفسه، ولكن والده الحنون الفقير هو من كان يعده، فكلما عاد الوالد الحنون إلى البيت سأله الطفل: أين الدراج يا بابا؟، فيجيبه أباه: غداً إن شاء الله يا بني.
ومرت الأيام والطفل الصابر منتظراً الدراجة التي طال انتظارها، وفي يوم من الأيام عاد ذلك الأب إلى البيت وفتح له طفله الباب وسأله عن الدراجة، فرد عليه أباه بغضب وبصوت عال: ما فيش معي فلوس الدنيا طفر، فما كان من الطفل البريء إلا أن أجهش بالبكاء وعندما سأله الجيران عن الدراجة كان يقول لهم: الدنيا طفر ومافيش فلوس مع بابا.
فيا ترى ما ذنب ذلك الطفل البريء وما له بالطفر؟ وهل والده الفقير الذي لا يجد قيمة القوت الضروري هو المسؤول، أم الواقع الذي يعيشه المواطن اليمني؟!.
الدنيا غلاء:
الغلاء هو الآخر لا يزال يعاني منه المواطن اليمني، فلا تجد أي شيء إلا وسعره يفوق التوقعات، مما جعل بعض الناس ييأسون من هذه الحياة عندما يجد نفسه لا يجد القوت الضروري له ولأسرته، ناهيك عن البطالة التي يعانيها اليمنيون والفقر المخيف، فيجب أن لا نغالط أنفسنا ونعترف بالواقع الذي نعيشه ونعمل جاهدين على مراجعة حساباتنا مع الله سبحانه وتعالى ونغير من أنفسنا إلى الأفضل مع الله ومن ثم مع الناس ومن ثم نعمل على التغيير بدون خراب أو حمل أي سلاح ولن يضيع الله وطناً شهد له النبي –عليه الصلاة والسلام- بالإيمان والحكمة.
قصرت في الموضوع:
علق بعض الأصدقاء على مقالي السابق والي كان بخصوص الماء الذي هو أساس الحياة وقالوا بأنني قصرت في الموضوع ولم أعطه حقه، حيث ذكروا لي كثيراً من القصص المأساوية التي كان انقطاع المياه سببه الرئيسي، فأقول لهم: صدقتم ورب الكعبة ومع أن الماء هو الأساس، لكن هذه الأيام كثرت المآسي واشتد المخاض، ولكن "خير الكلام ما قل ودلّ"، كما نسأل من الله الستر وهداية المختصين بعدم التلاعب بالمياه وتوزيعها متى ما توفرت بالشكل الصحيح والعادل.
حكمة:
شخص واحد منتج أفضل من عشرات الأشخاص يهوون الكلام..
ختاماً:
نسأل من الله أن يرزقنا الإخلاص في كل قول وعمل وأن يقوِ إيماننا، كما نسأله أن يرفع عنا الغلاء والطفر والعطش، إنه قادر على كل شيء ولا تنسونا من خالص الدعاء.
صدام الحريبي
غلاء وطفر ومافيش فلوس 2338