إطلالة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح من مستشفاه في الرياض، حيث يعالج من إصابات لحقت به من جراء تفجير مسجد الرئاسة في صنعاء، وضعت الحطب فوق النار بدلاً من أن تعمل على إخمادها .
فهي وسعت الانقسامات، وعززت الاصطفافات، وزادت من حدة التحديات، إذ إن ما قاله عن حوار ومشاركة لا يصب في طاحونة الحل، ولا يوفر مخرجاً لأي جهد، لأن التطورات الميدانية تجاوزت كثيراً هذه الطروحات التي لم تعد تفيد في أي حل .
لو ظل الرئيس اليمني ملتزماً الصمت لربما كان الوضع أفضل حالاً، أما وأنه قد تحدث، فقد بدا أنه مصمم على التمسك بالسلطة رغم كل ما جرى له ولليمن في حضوره وفي غيابه .
كان الاعتقاد، أن الرئيس اليمني وبعد الذي جرى، أدرك أن السلطة لا قيمة لها لأنها زائلة، ولا تساوي نقطة دم سقطت منه، ومن أي يمني أو يمنية، لكنه لم يفعلها بل زاد الطين بلة .
كان الأمل بأن يكون الرئيس اليمني عاقلاً وحكيماً متمثلاً الحكمة اليمانية بأن يترك لليمنيين شأن تحديد مستقبلهم وتحديد خياراتهم، فأكثر من ثلاثين عاماً في السلطة تكفي لإشباع الذات، فكيف إذا تحولت السلطة إلى حطام ومعها الجسد؟
كان الظن أن المحن والمآسي تعلم، ودروسها تكفي لأن يلوذ الإنسان بضميره ويستفيد، ويتخذ القرارات التي تعين على النهوض مجدداً، لكن ذلك لم يحصل مع الأسف .
اليمن لايزال غارقاً في أزمته التي تتسع شمالاً وجنوباً، ويقف معها على حافة الهاوية، مع ما تسببه من أزمات إنسانية تكاد تخنق المواطن اليمني الذي هو في الأساس يعاني اختناقاً سياسياً وأمنياً واقتصادياً ومعيشياً .
فرصة أضاعها الرئيس اليمني على اليمن كي يخرج من محنته، وأعاد وضعه من جديد في المجهول . . بانتظار معجزة قد تأتي وقد لا تأتي .
الخليج الإماراتية
افتتاحية "الخليج"
اليمن والفرصة الضائعة 1890