;
ملاك عبدالله
ملاك عبدالله

أهلاً بالحمير .... 2250

2011-07-07 02:47:23


 
قد يكون الخبر طريفاً للبعض، لكنه بالنسبة لي يخلو من الدهشة تماماً، فهذه هي بداية توقعاتنا التي كنّا نتخيلها إذا ما أرتفع سعر النفط إلى معدلات قياسية، مما يعني أن منحنى الرفاه الاقتصادي سيعود إلى نقطة انطلاقته الأولى وبانحدار أسرع.. بصورة أوضح كما كان اقتناء السيارة (هجنة) في منتصف القرن الماضي.. سيكون اقتناؤها (هجنة) أيضاً في منتصف القرن الحالي..

مرة أخرى، الخبر المنقول عن صحيفة (ذي إندبندنت البريطانية) يبشّر بأن عصر الحمير سيعود قريباً، كما يعتبر مؤشراً قوياً على أن سعر ''الجحش'' ''سيشيط'' في جميع الدول المستهلكة للنفط.. بصراحة أنا مرتاحة لعودة ''الحمير'' كوسيلة مواصلات ونقل واتصال ''وفشّة غل'' و''ألفة'' وذلك لعدّة أسباب:
أولاً: من ناحية العلاقة الإنسانية الحمارية: لا أذكر أن الحمير قد قصّرت معنا كبشر منذ الأزل، بل نحن الذين قد قصّرنا معها، أطلقنا عليها أشنع الألقاب والنعوت، استغلينا صبرها وحكمتها وتحمّلها ''فركبناها'' أكثر من اللازم، تخلينا عنها في أحلك الظروف، وخذلناها في أصعب المواقف، حان الوقت الآن أن نردّ ''للحمار'' اعتباره وأن نرفع معنوياته قليلاً، ونعيده إلى ''حضيرة'' العلاقات البينية..

ثانياً: من حيث الأسباب المنظمية والعالمية: سنخلص إلى الأبد من قصّة منظمة ''الأوبك'' والدول المنتجة للنفط، لأنه من المستحيل أن يكون هناك منظمة تدعى ''حوبك'' أي الدول المنتجة للحمير والتي تزيد إنتاجها أو تخفضه حسب مصالحها الشخصية، والأهم من ذلك كله، أن أميركا ''ستكافينا شرّها''، فلن تحتل بلداً بعد الآن، لأنه غني بإنتاج الحمير، تحت حجة أن لديه مزارع سريّة لتخصيب ''البرسيم''..

ثالثاً: من حيث الأسباب المرورية والبيئية: الحمير لا تلوث البيئة، حتى ''الروث''- وأنتم بكرامة- يمكن أن يستخدم كوسيلة تدفئة وطنية مجانية من خلال إعادة تدوير ''طبابيع الجلّة''، كما أننا سنتخلّص من حوادث السير إلى الأبد، ولن يكون هناك حوادث بسبب السرعة الزائدة أو التجاوز الخاطئ أو التتابع القريب أو القيادة من غير رخصة!.

رابعاً: من الناحية الميكانيكية: الحمار ليس بحاجة ''لتعشيق'' أيام البرد، ولا إلى غيار زيت كل 3000كم، ولا إلى ''تشريك'' أو شحن بطارية، كما لا يستدعي تبديل كسكيت الماتور، ولا تغيير ''جلدة الديسبراتور''، ولا تهريب زيت، ولا لحام ''برميل الاكزوزت''، ولن يغبن المشتري أثناء فحص حمار جديد، حيث المواصفات كلها تظهر من ''البودي'' ولا وجود للوصف التالي: ''اثنين جيد، دقة بالسقف وقصعة بالجنب''..

خامساً: من حيث الأسباب الاجتماعية: سنتخلص نهائياً من مظاهر الحسد، فلن يكون هناك عبارة : فلان معه ''حمار 2011' وأنا معي حمار''ثمانية وثمانين''، ولن نسمع بعدها العتب التالي: (كان جاعص على حماره ولا ردّ عليّ السلام)، ولا حتى عبارة طول نهاره مقعدها جنبه على الحمار وطاش فيها)، أو حتى عبارة (يوم شافني زرّ عالحمار وطلع دخنة)، كما لن يقوم أي من أبناء الذوات باستخراج حمار من الوكالة، يملؤه ''فل شعير'' ويبدأ بالتفحيط في شارع الخمسين

 بسبب كل ما سبق نقول: "أهلاً بالحمير".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد