فجعنا الأسبوع الماضي بنبأ استشهاد القائد البطل/ نجم الدين ماهر، الذي استشهد مع ما يقارب ثلاثين مقاتلاً من منتسبي الأمن المركزي وهم يؤدون واجبهم في حراسة ملعب الوحدة في مدينة زنجبار على ساحل البحر العربي بعد ثلاثة أيام من القتال المستميت والذي خاضوه ببسالة منقطعة النظير مع تلك العصابة التي لا هم لها إلا سفك الدماء وعلى مرأى ومسمع قيادات الدولة قاطبة، بما فيهم قادة الأمن المركزي.
إذا صح الأمر أن نسميهم قادة، فالقائد الحق لا يترك الرجال يجابهون المخاطر بمفردهم دون أن يحرك ساكناً فلو كانوا قيادات بحق لتحركوا من فورهم إلى محافظة عدن وقادوا حملة إنقاذ سريعة لأولئك الأبطال الذين قضوا نحبهم وفضلوا الموت رافعي الرؤوس على الاستسلام أو الهروب، ولكن للأسف فقادتهم مشغولون في العاصمة صنعاء للتوسع في بناء الفلل والعمارات الواسعة والكبيرة على حساب دماء أبناء اليمن.
كما أنهم مشغولون بالسياسية والتجارة والمقابلات الصحفية، بينما منتسبو وحداتهم يتساقطون الواحد تلو الآخر وكأن الأمر لا يعنيهم.
رحم الله العقيد/ نجم الدين ماهر، الذي عرفناه برجولته وشهامته ودماثة أخلاقه، والخزي والعار للمتخاذلين الذين يديرون المعارك من المكاتب الفخمة والفلل الضخمة.
وقبل فترة قصيرة نعينا العقيد/ عبدالله الفتيحي -من أبطال اللواء "111"- الذي سقط في لودر بهجوم غادر لتلك المجموعة وجرح عدد من رفاقه دون أن تحرك تلك الواقعة ضمائر وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان، وتبذل جهدها لتأمين الوحدات العسكرية المرابطة بتلك المنطقة بحاجاتها اللوجستية والعددية وتمدهم بالخطط التكتيكية وغيرها.
ونخشى ما نخشاه أن نعزي أنفسنا وقواتنا المسلحة والوطن بأسره في وقت لاحق بسقوط اللواء "25" ميكا وقائده العميد ركن/ محمد الصوملي والجميع يعلم أن اللواء محاصر منذ أكثر من شهرين وبسقوطه لا سمح الله حتماً ستسقط مدينة عدن.
وهنا يتساءل المراقب للأحداث أين قادة الجيش؟ أين قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية؟ وأين رئاسة الأركان ووزارة الدفاع؟ هل جميعهم في إجازة أم أنهم في سبات عميق؟ وأين قوات مكافحة الإرهاب؟ أين القوات الخاصة؟ لماذا لا تقوم بواجبها الحقيقي الذي بنيت من أجله أم أنها مشغولة بقمع المظاهرات السلمية؟، فإذا لم تقم بواجبها اليوم، فلتذهب إلى الجحيم، لا نحتاجها بعد اليوم، أخرجوا من قصوركم وفللكم واتجهوا إلى الميدان، إما أن تقوموا بواجبكم أو تستقيلوا وترحلوا عنا، فلا حاجة لنا بكم واتركوا الأمر لمن يستطيع القيام بواجبه في الدفاع عن حياض الوطن وأمنه واستقراره.. فمدينة عدن في خطر محقق، إذا لم يصح الجميع من غفلتهم، فعدن في خطر في خطـر ألا يا هل ترى من مجيب؟!.. والله من وراء القصد.
نور الدين محمد علي
في رثاء البطل ماهر 2411