مطاعم عفّاشية:
يرتفع سعر الحبة الخبز من "50" ريالاً إلى "80" ريالاً في مطعم صديقي العزيز الحبيشي، وبما أنه صديقي، فإنني سأجعل الافتتاحية باسمه وبالتأكيد خيركم خيركم لأهله، واللي ما نفعتش أمها كيف عاتنفع خالتها، وطبعاً قالوا حرام لأن الغاز غالي والبترول مافيش والكيس الدقيق مدري بكم، وبما أن الغاز متوفر لأصحاب المطاعم الكبرى ومن يريدون أن تبعث الأرواح من جديد، فما عليك سوى عزيز الجائع الزبون الحبيب التوجه إلى اقرب مطعم مجاور وتشتريها بـ"50" ريال وترتاح من اللواع والملاوعة والمحامين من بقايا بلاطجة النظام ومن يؤمنون بحقيقة البعث في الدنيا قبل الآخرة من أجل أن يظلوا يتصرفون بمزاجية مطلقة وفوضى لا حدود لها ولم يحرك أحد ساكناً، لأنه مافيش لا حكومة ولا دولة ولا نظام ولا قانون وكل واحد يفعل اللي برأسه وحتى لو يبيعها بـ"100" ريال.
تــُــجَّــار عـفَّاشيون:
ستجد بعض تجار الجملة إذا قام التاجر الأعلى منه استيراداً بزيادة خمسين ريالاً، فإنه يقوم بزيادة مضاعفة ويزيد فوق الخمسين مائة وعلى ظهر الشعب اللي قال يشتي ثورة، وكأن هذا الشعب سيأخذ ثورته إلى بيته وليس لوطن بأكمله من أجل التغيير للأفضل وليس حسب منظور البعض في البحث عن وظيفة ولو على طريقة عسكرة يا حمادي، أو عربية بتصريح من الوزير، أو بواب بيت مسؤول، والتاجر الجشع يتصرف بكل مزاجية مطلقة لا تختلف كثيراً على ما تعودوا عليها خلال نظام عفاش البائد والذي انتهي منذ خروج رأس النظام خارج الوطن وبدأت مجالس المقيل أكثر رحابة عند بعض أصحاب المطامع الشخصية، هنا سننادي أين المجلس الانتقالي أين الحكومة التي تعمل، أين النظام، أين القانون ودعوا الفوضى لأهلها، لمن ابتكروها، لمن هددوا بها، لمن قالوا: إن الوطن سيعود للفوضى وستعم الفوضى كل شبر فيه، لأنهم فوضويون بعقولهم، بتفكيرهم، بكل ما يتطلب شيئاً من العلم والتفكير هم فقط فوضويين ويتكلمون باسم الشرعية المفقودة والباطلة والإخوان في المعارضة لا يهمهم شيء مادامت موائد الحوار، مأدوبات الغداء والعشاء هي أكثر ما يهمهم ويدعوهم للبحث عن الحوار.
مظاهر مسلحة:
قد تكون أبرز مظاهر التخلف هي وجود طفرة غير مسبوقة كتلك التي سايرت أحداث ما بعد حرب 94 والآن تجد كل من يتكلم باسم المرحوم يحمل سلاحه ويشهره وقتما يشاء بحجة أنه لا قانون ولا سلطة ولا شيء، وهؤلاء من كانوا يتحدثون عن شباب الثورة أنهم مخربين وأنهم ينهبون ويقتلون ويعيثون في الأرض فساداً، وقد استلموا الأسلحة من النظام السابق واستلموا ميزانيات الصرفيات اللامحدودة وعلى حساب الشعب غصب وإلا رضا، وباتدفعوه يعني باتدفعوه، وناقص يجيك بلطجي يقول عفاش وبس لوما نيبس، وقد يبسوا وجفت الدماء بعروقهم ولم يعد في وجههم حتى قطرة ماء.
ألعاب نارية:
ومتابعة للمظاهر الفوضوية الأخرى، تجد انتشار الألعاب النارية هذه الأيام بشكل واسع وتخيل أن يقوم بعض الأطفال أو الشباب التافه برمي العاب نارية على امرأة تمشي في الشارع لتصاب بالخوف والهلع وبعدها يأتون ليقولون يعلم الله من رجم عليك بالطماش، فبالله عليكم لماذا نعشق الفوضى كل هذا العشق، لماذا لا نؤمن بالقانون والنظام إلا حين نخرج من البلاد، ثم كنت أتمنى أن أجد مسيرة واحدة في مكان إقامة عفاش من قبل المغتربين الذين شجّعوا وقالوا نريد والشعب يريد وكل هذه الشعارات الرنانة والتي جعلتنا لوهلة نعتقد أنهم بالفعل ثوريون وحينها عذرناهم لأنهم يكافحون من أجل لقمة العيش واليوم اتضح الخوف الكبير من قبلهم كي لا يتم طردهم من المملكة ويصبحون مواطنون داخل الوطن بشرعية أو بدون شرعية، بل وتركوا المجال لوكلاء النظام البائد في الحديث والكذب ليل نهار عن مقابلة المهدي وأنه بخير، وعليه فما بين الألعاب النارية في صنعاء والألفاظ الزائفة في الداخل والخارج تجد بالفعل حقيقة هذه الفوضى .
وماذا بعد الفوضى:
لا أعتقد أن هناك أكبر من الفوضى التي عايشناها قبل أيام في قمة إذلال المواطن من قبل بقايا زمرة النظام السابق والذي يقوم شرذمته بإذلالنا ليل نهار، من خلال انقطاع الخدمات الأساسية عن المواطن، والحمد لله على كل حال، أهم شيء أن اللي بدل الرئيس يقوم بعمل الرئيس كرئيس من أجل الأحزاب وأطراف الحكم فقط، وليس من أجل الشعب وشكراً على الكهرباء ياسادة أكرمكم الله ومش غريبة علينا، لأننا تعودنا على كل شيء ولم تعد تفرق الكتابة بكهرباء أو بشمعة، ولكن أين البترول؟ أين الغاز؟ أين الديزل؟ أين الرقابة على أسعار المواد الغذائية؟ أين الرقابة على التجار؟ أين النظام؟ أين القانون؟ وإلا فطوبى لنا ولكم بالفوضى .
مرسى القلم :
لم أجد إلى الآن تعبيراً وافياً لقانون الفوضى، أكثر مما يحدث في وطننا حالياً.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
فوضى.. فوضى.. فوضى 2214