هدوء:
الكل ينتظر، يترقب ما ستؤول إليه الأوضاع في بلادنا في حين أن بعض المواطنين قد يكون أكثر اهتماماً بأن يستيقظ في الصباح، فيجد الخدمات العامة التي لم يحرم منها مواطن يحمل صفة إنسان في أغلب أقطار الكرة الأرضية ، وأن يجد وسيلة مواصلات لا تكون بالضعف على ما كان يدفعه من أجل أن يصل إلى عمله الذي عادة ما يكون داخل خانة البطالة، ولكن بمسمى عمل حر ، والجميع يترقب ولا يدري أيجد شيئاً من المصداقية وكأننا ننتظر معجزة من السماء تنزل من أجل أن ترسم ملامح المستقبل للمواطن الذي يعيش في ظل غياب المصداقية لوسائل الإعلام في بلادنا على حد سواء ، فهل هذا ما نريد؟
شيء من القبول:
بدأ البعض ممن كانوا بالأمس القريب يتكلمون عن الولاء بطريقة تجعلك تكره ما يحبونه بسبب افتقار الكثير إلى مفردات اللباقة بالكلام مع البعض حتى وإن كان المستوى الفكري والعلمي والثقافي متدني إلا أن أساسيات الأخلاق لا تحتاج إلى الحديث عنها أو تعليمها بقدر ما تحتاج إلى العمل على تعميمها بين كافة شرائح المجتمع ، وحين يترفع بعض المسؤولين بأفكارهم قليلاً في أي حديث كانوا يخوضون فيه، فأعتقد من هنا سيكون بداية الاتجاه إلى الطريق الصحيح ، ولأنه كيفما تكونوا يول عليكم ، فلا أعتقد أن كل من في الشعب لا يعرف شيئاً من آداب الحديث والتخاطب ، واليوم بدأوا يتكلمون عن شيء من الواقع والمطلوب، وبالمقابل فالبعض الآخر لا يزال يتواكل لاسطوانات الغاز ولا يبيعها إلا لمنازل مخصصة وبأسعار مخصصة وأما المطاعم والكافتيريات والمواطن مادون من دخلوا في كشوفات العناد الجماهيري والرفض الفكري، لم يكن عليهم سوى البحث عن المتطلبات الأساسية في الحياة ، فهل هذا ما كنا نريده؟
تهويل وتظليل:
أستغرب أحياناً حديث بعض وزرائنا في الحكومة المُقالة والتي تدير شؤونها بطريقة "طير فِلس" أو "شجر رقم" أو يمكن حتى "حجرة بجرة"، حول الميزانيات والعجز والفقر والضياع والتشريد ، وكل مفردات الرعب التي تفوق مبتكري السينما، وكل هذا من أجل اقبل بالحاصل الناصل وإلا قدك على البهذلة ، وكأننا كنا نعايش الخدمات الأساسية من قبل على نفقات النظام أو كأننا نأخذ الضمان الاجتماعي لكافة أفراد الشعب شباباً كانوا أو متزوجين أو أيتاماً أو حتى ميسورين، والأعجب حين تلتفت إلى فضائيتنا الفضائية والتي تجعلني في بعض الأحيان أعتقد أن مقرها بالفعل في الفضاء الخارجي، ولكن إلى متى سيظل التظليل والتهويل والتخويف والأمر والرزق والخير بيد الله سبحانه وتعالى ولا سواه؟
منحة الله أعلم :
سمعنا جميعاً عن منحة مقدمة من الشقيقة السعودية كهبة من خادم الحرمين الملك/ عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وهي عبارة عن "3" ملايين برميل نفط، وكلما سمعنا مثل هكذا أخبار كلما زادت أزمة مشتقات النفط في بلادنا واتجه أصحاب المحطات إلى بيع المشتقات في السوق السوداء بأضعاف مضاعفه، "وكل ما قلنا عساها تنجلي قال بقايا النظام البائد القادم أسوأ"، ولم ندر ما هي بقايا فصول المنحة المذكورة والتي قيل إنها لم تكن هبة كاملة وإنما كقرض لمدة ستة أشهر فإن حنن الله قلب الواهب فإنه سيسامح وإن لم يكن كذلك فهي قرضة حسنة ودين لابد من سداده عاجلاً أم آجلاً، وهذا ما يجعلني أتساءل أكثر: هل هذا ما كنا نطمح له من خلال ثورة الشباب وغاياتها وأهدافها؟
مسلسلات فوضوية :
من أبين إلى عدن إلى تعز إلى بعض مناطق ومحافظات الوطن الحبيب الغالي ، تجد أن البعض يريد الفوضى ويعمل جاهداً من أجل نشرها، في حين أن المواطن يقول اللهم احفظ البلاد والعباد، تجد هؤلاء يعملون ما يخرب البلاد ويقلق العباد ، فهل فكر بعض هؤلاء ولو قليلاً أنهم سيكونون بعيدا عن المساءلة في الدنيا قبل حساب رب الأرباب يوم الحساب؟، وهل حاول البعض أن يتعامل بقليل من الحس الوطني الأخوي الذي يفرض على الجميع؟ للعمل من أجل بناء ووحدة وحب وكرامة الوطن؟؟
مرسى القلم :
سيغنيني الذي أغناك عني *** فلا فقري يدوم ولا غناكَ
a.mo.h@hotmail.com