تعددت الهموم:
ابتداءً بالمشتقات النفطية، ومروراً بتعطل أغلب العاملين فيها وعليها ومنها، ووصولا إلى الكهرباء والتي أصبحت كما يبدو ورقة سياسية فقط لا تعمل إلا في حاول وجود أصحاب الأيادي والسّبَّاقين في منح المعونات من اجل المشاريع الخدمية وعلى الأقل لأجل ما يقولوش إن الحكومات المتعاقبة على العمل تحت إدارة النظام السابق قد كانت تطلب ولا تعطي وتقترض ولا تسدد وتستلم الهبات وتصبح منهوبات وتتحصل الزكاة وتصرفها على العاملين عليها.
وهكذا فإن السيدة/ كهرباء لن تمكث في ديارنا أو تسري تياراتها عبر أسلاكنا المتعددة والتي لم يكتف البعض بخط واحد ومع هذا فإن الانقطاع يطال أحياء كاملة تفوق أحياناً خمسة شوارع مع بعض وبنفس الوقت ولمدة طويلة تصل إلى نصف نهار وأحياناً إلى النهار بأكمله والليل، وهذا ما حصل قبل أيام حين وجدنا أن الكهرباء لمدة يوم كامل لم تنقطع وحصدنا فرحة تلك اليوم بالانقطاع لدرجة أنني شخصياً لم أجد مكانا يمكنني من طباعة حروفي التي يكون لها شرف الإطلالة على أرواح القراء الأجلاء وتحتضنها "أخبار اليوم" بكل حب وتقدير، وعليه فإن الهموم لم تنتهي بعد.

حتى الماء يا عالم:

لم يسلم المواطن المغلوب على أمره حتى من انعدام الماء ونحن سنقبل فصل صيف يغدق الرحمن خيراته كل عام على عبيده وإن كنا نصدق كلام من يتنبئون بالجفاف والعياذ بالله ، فقد كنت قبل أكثر من نصف عمري وأنا اسمع أن صنعاء في عام ألفين ستكون بدون ماء وكأن البعض نسى الله سبحانه وتعالى هو من ينزل الغيث ويكرم العباد ، والآن قام البعض بقطع الماء لدرجة أن بعض المخمّنين بدون تخديرة قات قال: يبدو أن المسؤولين قاموا بتفريغ خزانات المياه وتعبئتها بالمشتقات النفطية من أجل أن تصبح الأزمة أزمتين وهم بالطبع مستفيدون، ولكن لم استوعب كلمة مستفيدين، فإن كان يقصد بها ما يباع من المخلوط والمغشوش والمقطر والمصفى والنقي والغير صالح للاستخدام الآلي، فإن المقابل الذي يعود على بعض الذين يستغلون أي أزمة مفتعلة أو غير مقصودة في إثارة البلبلة كلٌ حسب إمكانياته ، وبالتأكيد فكل هذا سيزول بإذن الله تعالى ، وان كان البعض يعتقد انه سيخلّد في دنياه ومنصبه كقارون وفرعون ومن سبقوهم وتلوهم فإنه بالتأكيد واهم وكل مادون الله زائل لا محالة .

الأسعار والتّجار:

لم يعد المواطن يدري من يصدق ولا من يسأل، فصاحب التجزئة من المواد الغذائية له تسعيرة خاصة وتاجر الجملة له زيادة والموزع له أعذار أبرزها انعدام الديزل وتتعدد التبريرات من قبل من يستغلون مثل هكذا أوضاع ويعملون ما يحلو لهم في محاربة المواطن المسكين في قوت يومه وعلى طريقة افعل ما برأسك وما في من يقول لك ليش ، وهذا ما جعل الحاجة لإيضاح ملامح المستقبل والتي تتطلب إعلان مجلس انتقالي يقوم بالعمل من اجل انتقال البلاد إلى مرحلة ما بعد الثورة وبداية محاسبة المفسدين ومن قتلوا وسفكوا وذبحوا ونهبوا وبرروا وكذبوا وعملوا على تزييف الحقائق وتغييب الوعي العام عن المواطن وإلا فماذا سيلمس المواطن من كل هذا ؟ أم انه سيكتفي بدور الضحية والذي تعود عليه خلال أكثر من ثلاثة عقود ماضية وأصبح في متناول يده الآن البحث عن مزيد من حقوقه للعيش بكرامة على وطنه وحتى بقليل من الاعتبار لكينونته إن كان خارج الوطن.

الموت جَهْلاً:

هو الوعي ولا سواه باعتقادي أكثر مطلب أساسي للمواطن من اجل أن يدرك ما يدور حوله ويحاول الابتعاد ولو قليلا عن التخمينات والتي تجعل الكثير يعيش في أوهام كان يعتقدها أحلاما وكان يستعد ويخبز ويجهز ويعمل ويفعل ويخبر ويتحدى ويقامر بان لا شيء سوف يتغيّر ، وحين يجد أي نظام شعب بهذا المستوى من التفكير البدائي، فإن حكوماته التي ستتولى سواء اليوم أو غداً أو مستقبلا شؤون البلاد لن تختلف كثيرا عمن سبقوها من خلال أن الفكر هو الفكر ومستوى الفهم وإدراك متطلبات المرحلة لا تحتاج إلى العناد الفكري والمقامرة الفكرية سواء على حق أو على باطل وعليه فليسأل كل واحد منّا نفسه ،متى سنفهم وندرك؟

الشعب كله واصل:

لربما قد ترى أو تلامس شيئاً من اللامعقول من خلال أن تجد كل من تكلمه حول موضوع معين تسمعه يتكلم عن معرفته لشخص يستطيع أن يعطيه كمية من البترول ولأنها ناقلة، فكيف يسوي فيها وإلا وين يوديها ، وإذا سمعك أحدهم تسأل عن الغاز، فبدون شك ستجد أكثر من خمسين شخصاً يتحدثون أن بإمكانهم توفير اسطوانة أو أكثر لك بس بزيادة قدرها (.....) وهذا ما يجعلك تقول هل الشعب كل وصل وأصبح واسطات وأنا وين عايش يا عالم.

مرسى القلم :
هم يسألوني قلت في القلب مضمون *** ختم المحبة كل عام ٍ بتجديد
ولو خيروني بين حبّك وهالكون *** ما اختار غيرك وما أنقص ولا أزيد
a.mo.h@hotmail.com