يخطئ من اعتقد أو يعتقد أن الشعب مجرد قطعان تنساق بسلطة قوة العادة والعبودية، والقهر و"الكذب على الذقون"، والمراوغة والتهديد ....إلخ، لإطالة عمر الاستبداد والظلم والقهر.
يخطئ من ساوره الظن أن الشعب سيعيد إنتاج قيود عبوديته، سيثقب قارب النجاة، سيتراجع عن آماله وطموحاته، سيحرق مبادئ وأهداف ثورته، سينسى دماء الشهداء والجرحى وآهات وأنين الثكالى والأرامل، سينتصر للأغلال، ويلعن حريته!.
"3" عقود و"3" سنوات من الإذلال، من القهر والاستبداد والطأطأة وتجريم النظر إلى الأمام، تكفي هذا الشعب مؤنة المراوحة والحيرة في توجيه بوصلة الاختيار بين: إما السير إلى قاع سحيق جربه كل هذه السنين: فساداً أو فاقة واحتراباً واغتيال حلم، اغتيال جيل، اغتيال وطن، وإما السير نحو قمة جبل عاصم من طوفان حكم مضى بنا إلى قلب الإعصار وقعر الهاوية.
من بطن حكم كهذا، ولد هذا اليمن المكبل بالبؤس، عنقاً وقدماً ويداً، من رف هذه السياسات العقيمة، راكم الحكم، النظام يحل معوقات تجريب السير باتجاه ضفة آمنة أخرى.. السير باتجاه فضاء بلاد مجالها الحيوي، الحركة خارج كوابح ومتطلبات حاكم جعل من كرسي السلطة هدفاً وغاية ومن الإنسان وقود احتراق ومطية وصول.
نثق أن بين أزمنة خلت وجيل يمسك الزمام الآن، جيلاً نعقد عليه الرهان، بينهما بونٌ شاسع.
نثق بأن مياه التغيير قد جرت متدفقة من تحت جسور نظام آسن، منتهي، وأن حوامل جديدة، ومن هذا الخضم الشعبي سيتأسس وعي جديد، لصياغة معادلة تستقيم على العدل والوفرة والكفاية والمواطنة الواحدة، معادلة تتجذر وتطرح مفاعيلها على الأرض، حيث التغيير والتبادل السلمي للسلطة هو الأصل، والتوريث استثناء مدان، محاولة يائسة متعسفة، لليّ الأقدام سيراً إلى الوراء، ضداً على قوانين العصر.
نثق فقط الآن أن الشعب قد امتلك زمام الفعل ورسم ملامح بلاد ودولة مدنية ديمقراطية، دولة نظام وقانون، بلاد لها رئيس مدني نهضوي، لا رئيس ماضوي تنام في جوفه كل اليمن.
alhaimdi@gmail.com
محمد الحيمدي
إن مياه التغيير قد جرت 2115