كم أنت كبير يا بشير بأخلاقياتك، بعطائك، بنضالك، بحبك لليمن، لأرضها وشعبها فقد عشت مناضلاً ومت شهيداً ممتثلاً لقول الله سبحانه وتعالى: ((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً)).
نعم كنت رجلاً بكل ما تعنيه الرجولة من قيم.. شهم.. ودود.. شجاع، ترفض الظلم وتنصر المظلوم، كنت ممن اصطفاهم الله ليكونوا خلفاء الله في الأرض، يدفعوا عن عباده الجور ويحاربوا الفساد ويعملوا جاهدين لإرساء قواعد الحب والعدل والمساواة، غير مكترثين بقوى الشر والإجرام كنت سباقاً لكل تعاون خيري، مساهماً في كل مشروع يقام ومع كل جمعية تؤسس، أحببت الناس وأحبوك فأحبك الله، وما تجمع كل تلك الجموع التي توافدت من مختلف مناطق اليمن في يوم زفافك إلى مثواك الأخير في قرية مائلة إلا دليل على حب الناس للخير الذي تجسده وللمبادئ والأهداف التي تسعى لها، فكان الحشد الجماهيري الذي لم تألفه دبع من قبل.
لقد انحنت جبال العشة وصرادة والعشيبي إجلالاً، تواضعاً لتلك القامة الشامخة التي تحدت رصاص الغدر.
لقد انحنت تلك الجبال لهامتك البطلة التي تفوق الجبال شموخاً وسمواً، لترتفع زغاريد الفخر لك أيها الشهيد ولتهلل وتكبر كل الجموع الشهيد حبيب الله ولتطل السماء بغزارة كأنما تبكيك وتباركك ليختلط ماء الرحمة بدمائك الزكية.
لا أستطيع وصف حالة نادرة كهذه، شرفاً نتمناه جميعاً وبالتعازي لفراق ابن بار وشاب يملأ الحياة بهجة، فصبراً أيها الشيخ فأن من علمنا الصبر في الشدائد وأنت من تعلم منه حب الوطن والتفاني في خدمته وواجب الاستشهاد في سبيلة وها هي الجنة تفتح ذراعيها للشهداء.
ونسأل الله أن يرزقنا الشهادة في سبيل الله إنا على درب النضال السلمي سائرون حتى تتحقق الأهداف التي بذلتم في سبيلها دماءكم غزيرة وأرواحكم رخيصة لتعود اليمن سعيدة.