بعد أن تلاطمت الأمواج بهذا الوطن وتكسرت جزءاً من هذه الأمواج على شواطئه دون أن تؤثر فيه بسب ضعف قوتها، بينما استطاعت الأمواج الأكثر قوة من نحت وتغيير معالمه ونحتت في جروفه تغيرات غيرت ومازالت تغير، فمن حكم استعماري بريطاني فرض بسبب موقع الوطن الاستراتيجي وممراته البحرية الهامة في محاولة ترمي لامتصاص الوطن إلى أمعاء وفشلت في هضمه، فتحول الوطن من وجبة دسمة مليئة بالبروتين إلى مكوى ساخن شديد الحرارة طبع في جبين هذا المحتل علامة الأيزو العالمية( علامة الجلاء)، ليكن عبرة لأي دولة خارجية تحاول أو تفكر بترويض الوطن المتمرد وتحول بعدها الوطن من استعمار خارجي إلى استكبار من فئة معينة تناست الشراكة الوطنية وحولت الوطن إلى ملعب يلعبون به بكل مقدراته ليهزموا الطرف الآخر.
فالكل يركل الكرة ويحاول تسجيل هدفاً سريعاً يحسم به المباراة ليعلن انتصاره ولكن انتهت المباراة وتحولت المنافسة الشريفة إلى معركة حامية الوطيس أو بمعنى آخر تنافس الطرفان على طريقة السلخ والذبح والتقطيع ليتحول الوطن إلى غابة يسود فيها قانون الغاب على قانون الحكمة والدستور وبعدها تحول الوطن من استعمار خارجي واستكبار أبناء الوطن إلى استغلال أخر عن طريق تطبيق وحدة القوة بمعنى إذا لم تكن معي فأنت ضدي، فتحول الوطن إلى غنيمة حرب وليس إلى غنيمة شراكة يستفيد كل طرف منها من الأخر بشكل ندي، بمعنى أصبح الوطن حقل نفط ليبدأ مسلسل البحث عن الذهب الأسود.
لكن المشكلة أن حقل النفط هذا المليء بالثروات تحول إلى مستنقع يغوص بل يغرق فيه كل من يحاول الدخول إليه ولكن إذا فكر هذا الدخيل والطامع في حقل النفط بعد أن لم يستطع إكمال استغلاله للوطن وبعد أن وصل غوصه في هذا المستنقع إلى ذقنه, إذا فكر أن يرمي شرارة ليشعل ويحرق هذه الأرض. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل يستطيع الوطن أن يصد هذه الموجة التي تحاول تحويله إلى كومة من الرماد ؟؟ وهل يستطيع هذا الوطن تحويل هذه الضربة إلى ضربة مضادة تحرق كل من يحاول أن يحول الوطن إلى كتلة من النار، أم أن هذا الوطن قد فقد قوة تحمله من جراء الصدمات التي تعرض لها وأصبح غير قادر على صد أي صدمه تحاول تغييره وتطويعه؟.. ربما الأيام القادمة ستكشف لنا المزيد.
أحمد باسيد
نهاية وطن شجاع 1808