أكبر قضية:
تنقطع الكهرباء، فتحاول أن تتساءل ولو في نفسك وقبل أن تفكر تجد أول شخص تقابله يقول لك انفجار في المحطة، متى؟ وأين وكيف؟ وبدهشة كبيرة تحاول أن تسأل آخر وقبل أن تسأله تسمع كلامه وهو يتحدث عن القبائل وبالله عليك متى سنتحول إلى المدنية ونتحضّر وهم يقومون بقطع الكابلات ويختطفون المهندسين والمولدات، ولا تجد أي كلمة عن انفجار أو ما قاله الأول ليأتي الآخر ويقول لك كل هذا بسبب الاعتصامات والمعتصمين وإلا ليش يقولوا إرحل المفروض يقولوا أي كلمة مثلاً يرحلوا هم وأرض الله واسعة.
حل بديل:
بداية بالخوازن الصينية والتي كانت برخص التراب وبجودة عالية واليوم بسعر عالي وجودة أقل من الطين ، فتكون الشمعة هي الأقرب والأسهل، بالرغم من كل ما نسمعه من حوادث -لا قدر الله بسبب شمعة، ولكن حين تصل الشمعة إلى "40" ريالاً، فهل تكون بمثابة حل بديل؟؟
أفضل الحلول:
مولد كهربائي (مغطور) صغير ويقوم بالمطلوب على أكمل وجه وبالطبع صيني لأن ما كان ليس صينياً، فالسعر بأضعاف مضاعفة ومبالغ خيالة لن يتقبلها أحد وبما أننا نحب كل شيء سفري، فالشاهي بقوطي لو ما فيش كاسة والكولا بكيس إذا ما جبت الفاضي وكله فوق بعضه والماء يغسل الجَرَبْ على قولة من قالوا، وعليه يتحمل الجيران إزعاج المولد ليل نهار في كل انطفاء وبالذات هذه الأيام حين تصل الفترات أحياناً إلى أكثر من 12ساعة وفي المدن الكبرى اليمنية الحضرية الحديثة المطورة اللي فيها على ما قالوا كل شيء ، وبالطبع ستنعم بالكهرباء من المولد لفترة محدودة لان البترول سينتهي وستذهب للبحث عن دبة بترول وستجد محطات الوقود أمامها طوابير طويلة لا تنتهي أحياناً من السيارات والدراجات النارية وأصحاب المولدات الكهربائية وطبعاً الدِّباب ممنوع تعبئتها مهما حاولت ، ومن تجد ما يعكر ما تبقى من صفو البال الذي لم تعايشه سوى لنصف ليله أو نصف نهار وأنت تنعم بكهرباء المولد الصغير الصيني أبو كيلو وفي الحقيقة نص كيلو، لكن مشي حالك أهم شيء التلفزيون واللمبة، وصدقوني ما فيش عليهم حجة.
مناظر حضارية:
أطفال ونساء في العاصمة يحملون دباب الماء الفاضية أبو عشرين لتر أو عشرة لتر ويقفون في طابور أمام محطة كذا للمياه والتي كان الماء فيها بلاش وأصبح بفلوس ، وسيارات تقف بأعداد هائلة وجموع وكل فترة تجد مشاجرة بسبب البترول والديزل ، ورحلة البحث عن اسطوانة غاز تجعلك تتمنى العيش في العصر الحجري حتى وان كنت بالفعل في القرن العشرين ، وسيارات قبائل (شاصات) فيها بعض الأشخاص يبيعون مشتقات نفطية وبضعف السعر الأساسي الذي يعتبر فيه كلافة كبيرة على فكيف وهو بالضعف ، وشعب يتجه إلى اقرب محل جملة ليشتري دقيق وبر وسكر ورز حتى وان اضطر لبيع حلي زوجته من اجل أن يوفر المتطلبات الخاصة خوفا من الحرب ، وكل هذا أين؟ في بلادنا بالطبع وليس في دولة تنتظر احتلال دولة أخرى أو في دولة يعيش كل مواطن فيها على نهب وقتل أخيه المواطن وكأننا لم نعد نؤمن بقضاء الله وقدره ولا مقسومة ولا ما كتبه لنا في الحياة ولكل إنسان قدر معلوم مهما حاول أن يفعل ، كل هذا يحصل هنا وبالتأكيد مافيش عليهم حجة .
عكس الناس:
لأننا عادة نكون في بعض تقاليدنا وعاداتنا وتصرفاتنا عكس الناس في شتى بقاع الأرض، فلا غرابة أن تكون الأوضاع بهذه الصورة ، ولا عجب أن تسمع عن عجز فاق أرقام الخيال التي لم نسمع عنها في ميزانية الحكومة التي تدير البلاد بالإقالة أو بالتسيير أو يمكن طير فلس ، لا عجب أن تجد البعض يتكلم عن الواقع وكأنه خبير استراتيجي واقتصادي ويستطيع التنبؤ بكل شيء ويتجه إلى اقرب مستمعيه قائلاً له بصوت هامس معك خمسمائة سلف؟، لا غرابة أن تجد اليأس يتسلل إلى القلوب في بعض الأحيان بس انك لا تجد الخبر الصحيح ولا تلقى من يعيرك اهتماما في حال أردت تقديم شكوى وحتى لا تدري لمن توجه الشكوى ، ولكن حينها تذكر فقط من بيده ملكوت السموات والأرض وله الأمر من قبل ومن بعد ، تذكر إننا بالطبع كلنا زائلون لا محالة ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ، هناك ستجد انك أزحت هماً كبيراً عن صدرك بمجرد انك عرفت الطريق إلى من ينصر المظلوم ويقول وبعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ، بالتأكيد كل هؤلاء ممن ذكرتهم ما فيش عليهم حجّة، ولكن كل الحجّة واللوم والعتب والتأنيب علينا وعلى مستوى وَعْيِنَا الشَّخصي ، وليس كل من يتحدث "فاهم"، ولا كل من يقول "صادق".
مرسى القلم :
وشْ يِفيْدِكْ عِقْب جَرْحِيْ تِعْتِذِرْ وتْقُوْل آسِفْ
وأنت تَدْرِيْ إنْ جَرْحِي مَا يِدَاوِيْه اعْتِذَارْ
يا غلا واللي جمعنا في الغلا عِشْق وْوَلايِف
انتبه زود اعتذارك يصبح بعمرك شعارْ
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
ما فيش عليهم حُجَّة!! 2320