;
منصور بلعيدي
منصور بلعيدي

مأساة الوطن الجريح 2370

2011-06-20 02:52:28


كان اليمن سعيداً في الحقب الزمنية البعيدة في أغوار التاريخ كما يذكر المؤرخون، إلا أننا نرى اليوم عدم ظهور أي مؤشرات تبشر بعودتها في المدى المنظور.
حين تفجر الغضب الشعبي بركاناً في وجه الحكم الإمامي الظالم المتخلف، اندلعت ثورة 26 سبتمبر 1962م وقضت على الحكم الإمامي، لكن البلاد دخلت مباشرة في نفق الاحتراب الداخلي، وسارت الحياة وفق سيناريوهات دموية لم تترك فرصة للشعب اليمني أن يذوق طعم الراحة.
فمن حرب الثورة إلى حصار السبعين للعاصمة، إلى حروب المناطق الوسطى التي وصلت حد تسميم مياه الشرب، كما أن الشعب اليمني في جنوبه لم يكن حينها بأحسن حال من إخوانه في الشمال، فقد تفجرت ثورة 14 أكتوبر في الجنوب بهدف تحرير الشعب من نيران الاستعمار البريطاني، فدخلت البلد بعد خروج المستعمر في حروب أهلية وصراعات دموية لا آخر لها، بدءاً بالحرب الأهلية بين جبهتي التحرير والقومية في عدن عام 1967م، مروراً بانقلاب 14 مايوو في زنجبار عام 1968م ضد مجموعة سالمين وبعده انقلاب 22 يونيو 1969م ضد الرئيس قحطان الشعبي، ثم الانقلاب الدموي ضد الرئيس/ سالم ربيع علي في يونيو عام 1978م وانتهاءً بمجزرة 13 يناير 1986م.
وحين تحققت الوحدة اليمنية في 22 مايو 90م جاء تحقيقها في لحظة صفاء نادرة ساقها القدر، وهلّل لها اليمانيون شمالاً وجنوباً، فرحاً غامراً وبتلقائية لا مثيل لها، استبشاراً بقدوم عهد جديد خالٍ من الصراعات والحروب والمآسي، ألم يقال إن الوحدة تجب ما قبلها؟
لكن قوى الشر والفتن أغاضهم هذا الفرح الشعبي العفوي، فسعوا جاهدين إلى تحويله إلى مآتم وأحزان بدءاً بحرب صيف 94م ومروراً بنشر الفوضى والاقتتال عبر تجار الحروب في صعدة وفي الجنوب.
وهكذا أدخلت البلاد في مسلسل دورات العنف والأزمات وما زال الوطن يعيش في دوامة الصراع ولم يجد الشعب فسحة للراحة، ناهيك عن طعم الأفراح والمسرات التي غابت عن محيا الوطن وتلاشى ضوءها في سديم الليل البهيم.
وحين ثارت الشعوب العربية ضد أنظمتها الديناصورية في ربيع الوطن العربي خرج الشعب اليمني في لحظة تاريخية فارقة، جسد فيها الروح الحضارية الراقية لشعب أراد جلادوه أن يصموه بالتخلف الفكري والثقافي، وأراد شبابه أن يبطلوا السحر على الساحر ويعلنوا للملأ ثورة الحضارة وحضارة الثورة، فانعكست الصورة القاتمة عن اليمن.
خرج الشعب اليمني ليقول كلمة قوية مدوية "الشعب يريد إسقاط النظام"، لعل وعسى أن يحصل على نظام عادل، يعيد للوطن مكانته الطبيعية وللمواطن حريته وكرامته، ولكن ثورته ما زالت لم تحقق أهدافها وما زالت المعوقات كثيرة والمواقف الدولية والإقليمية يلفها الغموض.
متى يهنأ الشعب اليمني وتستقر أوضاعه وتهجره الحروب والصراعات؟!، سؤال ما زال حائراً، وأمنية طال انتظارها لشعب طالت معاناته وما زال يناضل حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد