أزمات متفعلة :
لم يعد يخفى على أغلب المواطنين أسباب الأزمات التي يعيشها الوطن والمتمثلة بانعدام الخدمات الأساسية والتي يدفع المواطن فواتيرها كل شهر ودون تأخير ويحرم منها بالطبع في أغلب أيام الشهر، ولعل الأساليب المتعددة التي يفتعلها النظام في بلادنا وكأننا من سكان كوكب المريخ وليس من هذا الوطن، لكي نستغرب توفر خدمة أساسية وكأنها هبة من الحكومة أو مكرمة من النظام على طريقة الضمان الاجتماعي والذي يعتبره البعض كرماً وعطفاً وإحساناً من النظام عليه وهي لا تصل إلى ستة آلاف ريال يمني كل ثلاثة أشهر، وبالتأكيد للضعفاء والمساكين وحتى الوجهاء والموظفين ولا فرق لأن العدالة في أمور كهذه واجبة.
تواطؤ إعلامي:
حتى أن الأكاذيب الإعلامية لم تعد مقتصرة علينا داخلياَ، فحسب بل امتدت لتصل أحياناً عبر مراسلين يحاولون أن ينقلون صورة النظام وتوابعه وليست الصورة الحقيقة لشعب يحاول بكل الوسائل البحث عن العيش بكرامة تحفظ له حقوقه الآدمية المكفولة من الله سبحانه وتعالى، لتأتينا بعضها وكأنها أصبحت تراعي مصالح المفسدين على حساب الضعفاء والمستضعفين في الوطن, وحتى بعض المؤسسات التي كنا نعتبرها تحاول العمل من أجل حقوق الإنسان، وبما أن وطننا ليس بذاك الثراء الذي يجعل من الموفدين إليه يغتنمون كل ما يمكن، إلا أنه أحياناً يكون كذلك لمن يعملون لبقاء أنظمة الفساد والظلم والقتل دون حق سوى صرخة مظلوم سئم الصبر على من يعيثون في الأرض -فساداً ليل نهار- ويتقلدون أعلى المناصب، ويذهب الشرفاء إلى منازلهم بسبب أنهم لا يجدون مكاناً شاغراً.
أوضاع متدهورة:
قد يكون المواطن اليمني أكثر الخلق هذه الأيام يعيش بمهانة، وبالطبع المقصود بالمواطن هو من كان لا يملك سوى قوت يومه ولا يعرف سوى حكمة يومك عيدك، وإن كان من المؤيدين أو المعارضين لفكرة الانتقال بالبلاد إلى المناخ المنتظر لما بعد ثورة الشباب والتي لم تعجب البعض كالعجب ولا الصيام في شعبان أو رجب أو حتى في رمضان، لأنهم لم يعلموا أن هناك أركان خمسة بني الإسلام عليها والسبب أنهم لم يتعلموا سوى أن الأرزاق يكتبها الحاكم ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويرفع من يشاء ويحط من يشاء سواءً قبل أو بعد العشاء، والعشاء هو ليس وقت الصلاة وإنما قد يكون الوجبة الرابعة والتي لم يعرفها البعض أو حتى لم يسمع عنها، إلا فيما ندر وبيوم عيد أو ليلة العيد.
رجعنا نعجن:
تخيلوا أن تؤول الأوضاع إلى ما هي عليه الآن من خلال ما حصل في جامع النهدين والذي أصبح حديث الشارع الخارجي وقليل منه داخلياً لأن البعض لا يؤمنون حتى بإصابة المهدي وأنه سينزل برفقة المسيح والدجال قبلها أو بعدهما باختلاف رواة مخلفات النظام الباقي والتي لا زالت تزعج أسماعنا ليل نهار بقصصهم المختلفة والآدمي به فجعة وما باقي إلا عبده الجندي يفعل له محجم وعلى قولة أصحاب البلاد ميسام، والبركة في قطر الحديد وعبده الجندي.
الكل عاد من جديد إلى الحديث عن المبادرة الخليجية والكل لا ندري عن ماذا يبحث الإخوة في دول الجوار، وهم يعلمون جيداً أن الأوضاع الأمنية إذا ما تدهورت امنياً لا قدر الله ولا سمح ولا قال، فإن اكبر المتضررين هم دول الجوار وعلى رؤسهم سيعود المكر السيء، وعليه فمن الأجدى لهم أن يتركوا حديث المبادرة والتي سنحتاج إلى كل المشعوذين والعرافين من أجل إيقاظ الأرواح النائمة لكي يكتمل النصاب ونجد روح الفقيد توقّع الاتفاقية ويكفينا ريحة المرحوم فيها.
مجلس انتقالي:
كنت قبل شهرين بالتحديد من الآن أتوقع أن يقوم شباب التغيير -هذا إذا كانت بالفعل ثورة شباب وهي بالتأكيد ثورة أحزاب- ولا لا مانع أن يكون للشباب دور فيها ولو عن طريق الاعتصام وتقديم الشهداء والبطولات ونضالاتهم التي سطروها على ساحات الحرية في عموم محافظات الجمهورية، ليطل علينا بعض عجائز الأحزاب ومن يمثلون أنفسهم ويتحدثون عن المبادرة وبالتأكيد كما ذكرت سابقاً على ريحة المرحوم، ولهذا فإنني أناشد الجميع من يتحدثون باسم الميزانيات وباسم الفلل الفاخرة والسيارات الفارهة، اتركوا العاطلين يتحدثون عن أنفسهم، اتركوا المتعلمين يرسمون أحلام المستقبل، اتركوا من يفترشون الجولات وينامون على الأرصفة يتكلمون عن الفرق بين النظام والمعارضة، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه، اتركوا المنصات والتظاهر بالحكمة عند البعض اتركوا المغامرات التي لم نجن منها سوى خمسة شهور من الكفاح والمواطن يعيش في كل الأزمات التي يفتعلها النظام ويرميها عليكم جزافاً ولا نجد مسؤول واحد في المعارضة يقول إن النظام هو من يفتعلها ويقرنها بدلائل دامغة يعرفها الكثير أمثالي وأمثالك، ولكن ماذا نصنع، هل نريد من جديد ألف ثورة من أجل أن نجيد فن التعامل مع الآخر، أم ما رأيكم بأن نرجع إلى الوراء وبالتحديد عام 1900م وبس ولا نزيد سنة ومن جديد نبدأ نواكب العالم ونقرأ كيف كانت الحياة آنذاك، لأن في بلادنا مناطق إلى الآن لا تزال تعيش في أجواء وظروف ما قبل هذا التاريخ.
مرسى القلم :
الفاتحة إلى كل أرواح شهداء الثورة، عسى الله أن يتقبلهم بواسع رحمته ويرحمنا وإياكم.
A.MO.H@HOTMAIL.COM
على محمد الحزمي
هل هذا هو الحل؟! 2255