علي محمد الحزمي
أتساءل كثيرا لماذا أجد البعض لا زال يؤمن بمسألة العودة وعن أي عودة تتحدثون ؟،هل هي عودة من اجل معايشة ما تبقى من مناصري النظام البائد قليل من الفرحة ولو من باب فرحة الوداع ، أو من اجل الوطن أن كان البعض يرى أو يعتقد أن عودة زعيم النظام ستكون مطلباً أساسياً من اجل التوقيع على اتفاقية نقل السلطة وبأي اتفاقية وعلى أي بنود وفي أي وجه ، وعليه سيكون الخروج ولو بقليل من ماء الوجه بعد أن جف وانعدم الماء والدم في وجه الكثير ممن لا يزالون يتحدثون ويتجاهلون شباب الثورة.
فاكهة الثورة:
من يعتقد أن الثورة كانت بمثابة مهرجان إنشادي كبير ومنصة للاغاني الوطنية، فهذا باعتقادي لا يزال ينظر للأمور من ثقب إبرة، ولا اعتقد أن هناك من يحاول أن يستخف بالمستمعين له بأحاديث كهذه، وان كانت كذلك أحياناً كمهرجانات أناشيد فهذا يدل على أن ساحة الإنشاد لا تزال تصنع المعجزات ولها قبول اكبر عند جمهور الشعب وهذا بالتأكيد دليل رقي ووعي وليس دليل جهل وتخلف ، فالحقيقة أن كل ما يدعم الثورة مطلوب وكل ما يحقق آمال وطموحات الشعب المغلوب على أمره هو بمثابة المحرك والدافع الأساسي من اجل قيام ثورة الشباب من اجل التغيير وليس التغيير بمفهوم محدودي الفكر بقدر ما يحتاج إلى تغيير لبعض العقول التي لاتزال تعيش في تأريخ القرن ما قبل الماضي.
إطار ضيق:
بعض من هؤلاء يتحدث على أنها لم تتعد كونها اعتصام ، وعليه فقد اثبت هؤلاء الشباب أنهم يملكون عزيمة راسخة برسوخ الجبال ، ولن يزعزها أحد مهما تعددت الأساليب التي ابتدعها النظام البائد وبعض أعوانه من اجل قتل وذبح وقنص وسجن وترهيب كل من يوم كلمة لا ، ومازالوا يرابطون على ساحات الحرية والكرامة حتى يتغير النظام بسقوطه المدوي المعلوم مسبقا والمعلن عنه عندما ينزل المسيح والله اعلم هل سنعيش لحينها أم سننتظر إعلامنا الرسمي لكي يطل علينا كل يوم بأكاذيبه التي لا تحصى ولا تعد.
لوكندة العاطلين:
وان كانت ساحات التغيير والخيام التي نصبها شباب الثورة من اجل إسقاط النظام قد اعتبرها البعض لوكندات مجانية ، فلعلهم لم يعلموا أن اغلب العاطلين لا يجدون أحياناً مكانا يأويهم في حين أن من يتحدثون عن الحقوق ويدافعون عن النظام ويعتلون المنابر الإعلامية ويتحدثون لم يعلم اغلبهم شيئا عن هذا الشعب الذي يعاني من الماسي ما يشيب لها الرأس ويدركها العالم الخارجي أكثر من النظام البائد والحكومات المتعافية على إدارة شؤون البلاد ، وعليه سنقول أهلاً بكل العاطلين وأهلاً بكل المواطنين وأهلاً بكل من يريد أن يقول كفانا ظلما.
عن العصيان المدني:
لم استغرب أن البعض استغل خبر العصيان المدني والذي تجاوب معه الكثير من المواطنين تلبية للدعوة التي وجهها شباب الثورة وهذا ما جعل إعلامنا يتجاهل كل ما فيه مطالب ثورية للتغيير ، ولكن منذ يومها وأنا لدي قناعة انه لن يكون هناك عصيان مدني له تأثير مباشر والسبب أن أغلبية الشباب الذين هم عماد الأوطان عاطلون لا يجدون وظيفة كي يمتنعون عن الذهاب إليها بدافع العصيان المدني ، وبعض أصحاب المحال التجارية يكافح من اجل قوت يومه والبعض الآخر يفترش الأرصفة من اجل أن يجد رزق الحلال بعيدا عن كوابيس البلدية والاطقم المرافقة لها من اجل القبض على بائع متجول.
ختاما:
من يعتقد أن الثورة لم تكن إلا مجرد نشوة ومحاولة تقليد للآخرين فليته وفّر على نفسه عناء الكلام وأسلمنا عناء ما يقول ، وكان حري به النزول إلى ساحة الحرية من اجل المشاركة في بناء وطن جديد خالٍ من الفساد والمفسدين وشكراً.
مرسى القلم: إذا لم تقنعني وجهة نظرك ، فلا تجبرني على استماعها.
A.MO.H@HOTMAIL.COM
على محمد الحزمي
لأنهم شباب الثورة.. 2130