قدم شباب اليمن أروع الأمثلة في صمودهم أمام آلة الظلم والطغيان والاستبداد طوال أربعة أشهر، أبهروا خلالها العالم بثورتهم السلمية وضربوا أسطورة النظام الفاسد في الصميم، ومثلوا ملحمة الثورة كإنجاز رائع وتاريخي، أعاد لليمن ألقه الذي طالما افتقده خلال عقود.
ومع أننا نستطيع القول بأن شباب الثورة في كل الميادين قد أدوا دورهم المطلوب في إيصال الثورة إلى المرحلة النهائية بخروج علي صالح من المشهد وهو رأس النظام المطالبين اليوم بإسقاطه، لذا ينبغي على الشباب اليوم وأكثر من أي وقت مضى بأن يأخذوا زمام ثورتهم وعدم ترك الأمور تنفلت وفرض أنفسهم على المشهد اليمني كونهم أصحاب الشرعية الثورية التي أسقطت كل الشرعيات وعدم الانتظار لمخرج على أيادي خليجية أو صديقة، لأنه وكما مهر الثورة هو الدم اليمني أيضاً سيكون الحل يمنياً و بأيدي الثائرين في كل مكان أقول ذلك لا لشيء، إلا لأنه قد جربنا مبادرات الأشقاء و الأصدقاء و كيف استغلها النظام لسفك مزيداً من الدماء فقط لا غير، وعليه فإن الرهان اليوم على هكذا حلول باعتقادي سيفرغ الثورة من مضمونها و لا أظنه سيحدث.
كما ينبغي على كل شباب الثورة بأن يوحدوا مطالبهم والمضي قدماً في تشكيل مجلس رئاسي بالتناصف بين الشمال والجنوب وبقية أهداف الثورة بالتنسيق مع كل القوى الوطنية، ويكون دور شباب الثورة هو المراقب والمرشد والوقوف أمام أي التفاف على ثورتهم بالمحافظة على وهج ثورتهم، وأي خروج عن هذه المطالب اليوم أعتبره من وجهة نظري الشخصي غدراً بالثورة والثوار.
لهذا.. فالمطلوب من شباب الثورة الخروج بمشروع وطني واضح بإجراءات و خطوات مفصلة دون أي غموض وعرضها على كل القوى والعمل على بلورة أهدافها من خلاله وحسناً فعل الشباب، حين أطلقوا على جمعتهم اسم (العهد لأهداف الثورة) ويبقى الانتقال الحقيقي لجعلها واقعاً بعد أن كانت آمالاً وتطلعات.
* نصيحة لشباب الثورة:
"المرحلة الانتقالية في تاريخ الثورات هي أهم مرحلة، حيث يمكن أن توصل البلاد إلى الديمقراطية الحقيقية أو إلى الفوضى والاستبداد، وإن التشتت في تلك المرحلة وعدم وضع قواعد وبرامج للثورة من الممكن أن يؤدى إلى الانقضاض على الثورة وانتكاسها" - يانوش.
خالد الشودري
الثورة الشعبية. . مرحلة جديدة 2129