المشهد اليمني اليوم لا يسر عدو ولا حبيب، لكن أحلك ساعات الظلام تلك التي تسبق خيوط الفجر بقليل, ولربما علينا جميعاً أن نلامس عمق المأساة، حتى نقدر بعدها ساعة الرخاء وطعم الحرية.. من أبين إلى تعز إلى صنعاء هو وطن واحد ينزف أسى وقلب واحد يقطر دماً.
لعل الرجل أدرك وأخيراً أن القطار قد فاته، وأن الغد سيخبئ له مالا يسر، وخصوصاً أن بالأمس قد حددت جلسة المحاكمة لمبارك ونجليه وهذا ما نريده لعمنا (عفاش)، الذي نهب البلاد وأشاع الفساد، فعسى الله أن يسلط عليه سوط عذاب..
فما نريده لهذا الرجل وزبانيته هو أن يحاكموا، هكذا وأمام الملأ، وإذا سننسى له ما عمله في الوطن طيلة ثلاثة وثلاثين سنة وما عمله في الجنوب تحديداً منذ سبعة عشر عاماً، فلن ننسى له بصماته السوداء ويديه الملطخة بالدماء طيلة الأشهر الفائتة حتى اللحظة ليثبت لنا عقلية الدكتاتور العربي( أحكمكم أو أبيدكم) في جمهوريات زائفة ليس لها من شعارات الجمهورية والديمقراطية سوى الأسماء الخاوية, والخطب الرنانة ووعود (عرقوب) الزائفة التي أنهكتنا لسنوات طويلة.
هو اليوم يقرأ أخر أجنداته ويطبق أخر سياساته.. سياسة الخسران والهزيمة وكأن لسان حاله يقول: سأدمر كل ما هو جميل في هذا الوطن وعلي وعلى أعدائي.. الوطن في عنق الزجاجة ولنا أربعة أشهر في ولادة متعسرة، لكن عساها أن تفرج عما قريب، ولربما عليه أن ينضج الموت في النفوس حتى يبدأ الشعب بصنع الحياة التي يريد, ما نريده اليوم هو أن يبتعد هذا الرجل عن طريق الشعب, فطريقنا قد عبدته دماء الشهداء الطاهرة، أما طريقك أنت، فلن نسلكه ثانية فدعوا الشعوب الحرة تقرر مصيرها، فالشعوب هي وحدها من تحرر نفسها.. فباعدوه من طريقنا هذا الوطن من حقنا، شيدته لنا الدماء وهوانا وشوقنا.
شيماء صالح باسيد
أبعدوه من طريقنا 2016