إعتقاد خاطئ:
قد يعتقد البعض أن المواجهات الدائرة بين مليشيات صالح وأعوان قبائل شيخ قبيلة حاشد وإخوانه، إنها مواجهة بين ثورة الشباب ونظام صالح المتهالك المتهاوي، وهذا المنطق مرفوض، وعني شخصياً قد أتمنى زوال جميعهم لأنهم يجنون ثمار ما زرعه هذا النظام على امتداد قرون من الزمان من أجل أن يرسخ مبدأ القبلية على حساب الدولة المدنية وهذا كان من أسباب قيام ثورة الشباب.
سلمية تعز الحالمة:
هناك في الحالمة تعز، حيث المشهد الأرقى لملامح ثورة الشباب، أصبحت اليوم المشهد الأكثر مأساوية من خلال المجزرة التي ارتكبها النظام هناك من أجل أن يكلل مسيرة مجازره في مواجهة سلمية الثورة، لتجد بعض الناس يتحدثون عن التطهير ولا أدري هل تطهير الباطل من أصوات الحق والحرية والكرامة أم تطهير الوطن من أبنائه وتشريد ما تبقى منهم قبل أن يلقوا حتفهم على الحدود مع أقرب دولة مجاورة، بحثاً عن العيش بكرامة ولو بقليل من الكرامة، واتضحت معالم المحرقة التي ارتكبها النظام في حق أبناء تعز الحالمة، وبالطبع فاقت كل مبادئ الإنسانية التي يتحدث عنها البعض، وأصبحت أنظار بعض المنظمات هنا في بلادنا للمنشئات التي استولى عليها أتباع الشيخ وتركوا الدماء تسفك والأجساد تحرق والمجازر ترتكب وكل هذا من أجل حرية وطن، ليس من أجل من يتكلم عن وطنية مفقودة عند رموز نظام فاقد الشرعية يقوم بالقتل والسلب والنهب ويقتحم المنازل ويتصرف بهمجية مطلقة من أجل أن يثبت رحيله بقائمة من السواد لن تمحى ولو بعد قرون من الزمان.
إذا سنظل نقول: سلمية ونموت كل يوم، وسيكتفي البعض بالمشاهدة والبعض الآخر بتشجيع السفاح للمزيد من المجازر التي كانت أحدثها مجزرة الحالمة تعز، والتي فاق عدد ضحاياها شهداء مجزرة الكرامة في صنعاء 18مارس الماضي، وكل هذا ولم يتحرك احد ولم نحرك ساكنا سوى مزيدا من الشعارات الرنانة والانتظار حتى يطل علينا أحد إخوان الحوار والتحاور كي يقوم طرف النظام برفض أي مبادرة ويقول قابلوني في المشمش، وحاكموني يوم القيامة، لو كان عندكم قلب طبعاً.
أحلام الفوضى:
كثيرة هي الأحلام التي رسمها النظام من أجل نشر الفوضى في الوطن وقام بتسليم بعض المحافظات لرموز فوضويته التي زرعها واستطاع أن يعتبرها من أهم منجزاته، ولا ندري إلى متى سنظل نتكلم عن سلمية ثورة يذهب ضحاياها من المواطنين ومنازل المواطنين، وأمان المواطنين وراحتهم وهم في بيوتهم يتعرضون للقصف وإن لم يكن القصف، فالاقتحام وإن لم يكن فبالتأكيد سيكون لهم النصيب الأوفر من أصوات الانفجارات ودويها المرعب طوال الليل وحتى ساعات الفجر وامتداداً إلى صباح اليوم التالي وكل هذا من أجل أن يعم الأمن والأمان والاستقرار وبالتأكيد من أجل الحصول على شهادة حسن السيرة والسلوك من قبل الأمم المتحدة على سلمية الثورة، حتى وإن ذهب نصف الشعب ضحايا لمجازر النظام وفوضويته وعشوائية التصرفات، وبانتظار البطل المغوار السيد صالح ليطل علينا بخطاب شكر لكل من شاركه هذه المجزرة، وسننتظر السيد/ الجندي ليحمل الشباب مسؤولية المجزرة والمحرقة والضحايا ويقول إنهم كانوا يتضاربون على الدجاج والرز وكأننا وسط مخيمات مناصري شرعية آمنة عندما كانت وهي الآن بدأت تنتهي في أبرز الأماكن لأن الشعب بدأ يستفيق من مخدر مليارات النظام الفاشي.
بين جنبات وطن:
الوطن يئن، ينزف من كل مكان وفي كل محافظة وفي كل حدث، وفوق هذا أتساءل لماذا لا يرحل ويكتفي بما اقترفته يداه إلى الآن، لماذا لا يرحل حقناً للدماء؟، لماذا لا يرحل فقط لأن في رحيل سلام للبلاد والعباد من رب العباد، وتذكروا أن الله يمهل الظالم ويمهله ويمهله ويأخذه على غفلة ومن ذا أقوى من الله بطشاً.
مرسى القلم:
سلامات أستاذة/ كروان الشرجبي، والتي تعرضت لحادث مروري، ما جعل كتاباتها الثورية الرائعة وقلمها الشامخ يختفي هذه الأيام، نسال الله للأستاذة/ كروان السلامة والعافية، وداوم الصحة.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
لنقطف ثمار السلمية 2445