أنت هالك يا علي عبدالله صالح، أنت في عداد من ماتوا سياسياً كمبارك وبن علي ونظاميهما الذين أسقطا تحت أقدام الشعبين الحرين في تونس ومصر، وعلى خطى ثلاثتكم يسير القذافي والأسد.
تأخر الحسم، ليس سببه تقصير من الثورة وشبابها، ففي ساحة التغيير بصنعاء يحتشد أكثر من أولئك الذين رأيناهم في ميدان التحرير بالقاهرة، ساحة التغيير متوهجة كل هذه الشهور وليست مجرد ثمانية عشر يوماً أو شهراً واحداً، ما نفتقر إليه نحن هنا في اليمن هو (شوكة الميزان) التي رجحت الكفة وكانت عنصر الحسم الإجباري في ثورتي تونس ومصر، شبابنا في كل الساحات والميادين أدوا الذي عليهم وأكثر، شهدائنا وجرحانا سقوا شجرة الحرية بسخاء لا حدود له.
ما تفتقر إليه الثورة اليمنية هو الجنرال رشيد عمار والمشير محمد حسين طنطاوي، الجيش الوطني الذي يقول للحاكم: (كفى.. انتهت اللعبة، وتلزمه بقراءة خطاب تنحيه الأخير) القائد الذي يرفض أن يتحول جيش الشعب إلى أداة بيد الرئيس الفرد و ينحاز للوطن ومصلحته وتحقيق إرادة الشعب الثائر.
هل سمعتم علي عبدالله صالح وهو يتحدى إرادة الملايين من الشعب الذين يواصلون الليل بالنهار وينادونه بالرحيل الفوري، يقول إنه ثابت على كرسي الرئاسة ثبوت جبال (عيبان ونقم) وهما جبلان يطلان على العاصمة صنعاء و تتمركز فيهما القوة العسكرية والأمنية الموالية له والتي يعتمد عليها؟!
يهدد بهذين الجبلين مع معرفته أن ثلاثة أرباع مساحة الجمهورية اليمنية قد أصبحت خارج سيطرته وأكثر من هذه النسبة تعداد اليمن صاروا منضويين في صف الثورة.
ليست المشكلة في جمهور الساحات، بل المعضلة في خسة هذا النظام ورئيسه، الشباب الرائعون لم يقصروا، وعلي صالح هو أيضا لم يقصر في استخدام كل ما له علاقة بفقر الأخلاق وانعدام الرجولة وحيل الشياطين.
سبع بروفات سيئة وفظيعة حتى الآن قدمها علي صالح في (العر، نهم، الحيمة، الحصبة، وزنجبار وتعز وأرحب)، هو يعتقد واهماً أنها سوف تنقذه من الثورة، يظنها كفيلة بجعل الملايين ينفضون من الساحات والميادين، وتغير الموقف الإقليمي والدولي لصالحه، وكذلك حال الغريق الذي يقوده تشبثه بالحياة للتشبث بكل ما تصل إليه يداه، لكن الحقيقة أن لا مفر من الغرق والموت الذي اكتملت كل أسبابه، ولا مفر أيضاً يا صالح من الرحيل والسقوط (بيد علي أو بيد معاوية) فإن الثورة الشعبية تحاصرك من كل الاتجاهات الثمان، وشباب الثورة قد وضعوا أيديهم عليك.
عبدالرقيب الهدياني
شوكة الميزان.... 2042