;
شيماء صالح باسيد
شيماء صالح باسيد

يسقط هُبل...... 1929

2011-06-01 03:24:56


تملكتني رغبة متحمسة للانفجار ضاحكة، وتملكتني أيضاً رغبة جامحة لأن أنفجر بالبكاء.. أكان ينبغي علي أن أضحك حتى ولو كنت حزينة على أوجاع وطني وقبل أن يصاب قلمي بالشلل استوقفتني أسئلة عادت بي إلى الماضي وأنا الآن بحضرة هذا الواقع وبشدة..
 أسئلة كثيرة تداعت على رأسي مثلما تتداعى الأكلة على قصعتها, أسئلة قطب سالب وآخر موجب, شيء غامض تفسخ وصعد من العمق مثل فقاعات الهواء التي تصعد إلى سطح إناء ماء يمر فيه تيار كهربائي, لتجعلني أعيش هذه الأيام لحظات شديدة من التحطم والدمار، فالهزيمة على أمل لإعادة بناء روح جديدة لي ولهذا الوطن.
 تأخذني الذاكرة المكتظة إلى مقولة شهيرة للكاتب الأميركي (همنجواي) من رائعته (الشيخ والبحر): "يهزم الإنسان، لكنه لا يدمر" وهنا يريدون تدمير الإنسان فينا وتجريده من قالب إنسانيته إلى قالبهم الرجعي والدموي.
هو الوطن هذا الممتد بين جوانحي كالحزن ليجعلني أعد الآن كلمات واهنة, مثقوبة, مغتالة للهمس، مجروحة بجرح هذا الوطن، مبقور البطن, تتقوس كلماتي الآن كأنها مشدودة بأربعين جلاداً ذوي عيون حمراء هم نفس الأربعين جلاداً الذين نهبوا الوطن وسحقوا وروده وهاهم يرقصون على أنقاض أرواحهم الشريرة التي عاثت في الأرض فساداً.
ألم يعرفوا بعد أن هُبل قد قُطع رأسه وهاهو يتهاوى نحو قاع اللإنسانية, اللاضمير واللا حياة؟.سلت دمعتين غير مرئيتين في مكان ما بداخلي, سجنتا جميع أحزان العالم.
 تسمع داخلي كل تنهيدات الكون, احتضنت بقوة صورة وطني القابع في أعماقي حباً ووفاء، ليخرج صوت من داخلي مكتوم العبرات ( ليسقط هُبل) من كل النفوس ولتعلو روح الثورة السلمية لتملأ قلوب الضعفاء والبسطاء والكادحين من أجل لقمة العيش وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بما هو أغلى وأثمن، إنها الحرية التي تشبع كل جائع وتسعد كل بائس.
 فيا من تسجدون لُهبل حتى الساعة كان أجدادكم في الجاهلية يصنعون صنماً من تمر، فإن جاعوا أكلوه وأنتم لا تأكلوا صنمكم فطعمه غير مستساغ، بل كسروه، حطموه وأسقطوه من داخل نفوسكم، ليسقط من أعلى كرسي عرشه، فالوطن أغلى وأكرم من ظلم (هُبل) وفساده وخداعه, وقبل أن تسقط كل المحافظات في أيدي زبانيته, ليرحل قبل يدنسوا بهمجيتهم قداسة الثورة وكبريائها الذي يتحدى شموخ الجبال وثباتها..
يسقط هُبل في عده التنازلي لتصعد مكانه (الحياة).. نعم، أحبتي إنها الحياة التي ستدب في أوصالي بعد قليل وستعم كل بقعة من أرض الوطن.. أرض الثورة.. الحب والإنسان.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد