هل من حق علي عبد الله صالح أن ينال منا أي شكل من أشكال التعاطف بعد كل ما ارتكب في عهده من جرائم وآثام وسفك للدماء؟ ما رأيكم في نعم؟!!. هل فيها شيء من الموضوعية؟
هل من حق أي أحد منا أن يقولها وزنجبار الآن يحتلها ما لا يزيد عن ثلاثمائة مقاتل ممن يسمون بتنظيم القاعدة، تحت سمع وبصر ورعاية السلطة؟ وتعز الآن يتعرض أبناؤها الثوار المسالمون في ميدان الحرية للقتل بكل أنواع الأسلحة؟ وبطريقة بشعة تأباها الإنسانية بكل مللها؟ كيف بالله عليكم أيها اليمانيون يتم التعامل مع هذا المغرم بالقتل من أجل البقاء في الكرسي حتى وإن قتل كل اليمانيين؟ هل يستحق العفو؟ هل يستحق الحماية والحصانة؟
قبل أن نجيب دعونا نسأل، بل يجب علينا أن نسأل:
ماذا عن الجوقة التي ظلت وما تزال حتى اللحظة تعزف له بأنه ليس قبله و لا بعده؟ "طبعا بالمال الحرام" وأنه الأوحد في هذا الزمان؟ وأن الله أشرف على خلقه وتكوينه منذ اللحظات الخاصة الخصوصية الأولى للتكوين!!!، كما قال بعض الشعراء المبدعون في صنع الطواغيت؟
وأن القمّل والبق والعقارب التي تمتلئ بها بيوت قريته في العادة قد اختفت فجر مولده، كما قال ذلك الكاتب الشاعر الأفاك؟
ماذا عن حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه الذين أسهموا في صنع "هُبل" ومجّدوه وقدّسوه وعظّموه و رفعوه إلى أعلى علّيين بطرق مباشرة وغير مباشرة" وما يزالون حتى اللحظة، رغم أنهار الدماء التي يسفكها النظام في كل أنحاء اليمن، بالمال الحرام طبعا"؟، ماذا عن بعض أساتذة التاريخ الذين كانوا أملاً للأجيال في صياغة تاريخ علمي لليمن وناسه وقادته وعظمائه وكبرائه والفاعلين الإيجابيين والسلبيين في سياق تطوره وانتكاساته، فصاروا بالمال الحرام بالتأكيد، منظرين لعصر صالح وشخصه وممجدين له ومتغاضين عن كل الدماء التي سفكها ومنها: دم الدكتور المناضل/ عبدالسلام الدميني وإخوانه، ومن قبله المناضل الجسور والمثقف النوعي، أحد أبطال السبعين النقيب الشرطي عبد الوارث عبد الكريم الجنيد، والوزير المناضل النزيه الرائد/ سلطان أمين القرشي والمناضل الشاب المتفوق علمياً وأخلاقياً العريف "مدفعية"حسن علي أحمد الخولاني البركاني، والطالب المتميز الضابط الشجاع المناضل/ عبد العزيز عون، والطالب المناضل الشجاع/ علي خان والمقاتل المظلي/ طه فوزي الذين اختفوا جميعهم من سجن القلعة عقب مقتل الغشمي، وغيرهم المائات من قوافل الشهداء المغدور بهم؟ ماذا عن أنهار الدم التي أسالها في جنوبنا الحبيب في حربه الغادرة على أبنائه عام 1994م؟ وعن أنهار الدم التي أسالها في شمال الشمال، في صعدة الجريحة وما جاورها في حربه الظالمة على أبنائها الأحرار؟.
ما ذا عن أولئك الذين أصابهم الجوع المفجع للمال المدنس وهم في حالة من الشبع فأصابوا الشعب اليمني في مقتل برفعهم للذي لا يستحق إلا الخفض بمليون أداة للخفض والحط والتنزيل والتحقير و الزجر منذ اللحظة الأولى لظهوره على الساحة منعا للتمدد والانتشار السرطاني الذي أصاب اليمن، بالفعل، في مقتل وانتشر حتى صار يأكل بعضه بصور مميتة؟.
ماذا ومليون ماذا عن ملايين الجرائم والآثام التي ارتكبها هذا النظام وزبانيته؟ وعن ثروات الوطن التي سخروها لمصالحهم الشخصية الأسرية فيما الغالبية العظمى من الشعب تعيش الفاقة رغم الخير الوفير في الأرض اليمنية برها وبحرها وسهولها وجبالها؟
ومن عنده شك في ما أقول فليمعن النظر في ما جرى منذ تربعه على كرسي الحكم في اليمن المنكوب به، حين فجرها حرباً بين الشطرين في عام 1979م ومروراً بتفجير الأوضاع في المناطق الوسطى بعد أن كانت قد شهدت قدراً عال من الهدوء والسكينة في عهد القائد الشهيد المقدم/ إبراهيم الحمدي، حيث علّق المقاتلون البنادق عقب لقاء له بهم، واتجهوا نحو العمل والتنمية من خلال التعاونيات التي ازدهرت في عهده، وأن يتأمل في ما يجري الآن، بعد أن أصبح النكرات أعلاماً !!، وصارت الأعلام الوطنية التاريخية في زوايا النسيان بل ونكرات في نظر شواذ زمن علي عبد الله صالح الفاسد؟!.
وليس أدل على ذلك من حال المقاتلين الشباب الذين تسلموا الراية من القادة السبتمبريين وخاضوها حربا دفاعية حتى النصر المؤزر في السادس من فبراير 1968م، بل وفي الحال البائس الذي يعيشه معظم المناضلين السبتمبريين الشرفاء، ولينظر هذه الأيام في ما يجري في الساحة اليمنية من تقاتل بين الأهل والجيران والأقارب في العديد من المناطق والقرى و المخاليف أبرزها ذلك التقاتل الذي حدث عقب خطبة الديكتاتور صالح في ميدان السبعين، بين الأقارب في مخلاف الحدب بني مطر وأثمر العديد من القتلى والجرحى من أعز شباب المخلاف، وكذلك ما حصل ويحصل في الحيمة الخارجية من إراقة للدماء بين الأهل، وكذلك ما جرى ويجري في قبيلة نهم، لا لشيء سوى إطالة عمر الفاسد المفسد، ولا لشيء سوى بقاء ذلك القاتل الذي صار يبتكر كل وسائل الصراع والتقاتل بين أبناء القبيلة الواحدة والقرية الواحة والحي الواحد والحارة الواحدة، بل والأسرة الواحدة بأثمان بخسة يتقاضاها ذو العقول الضالة أو القتلة المأجورون.
وللمرء أن يندهش ويستغرب ويتساءل: كيف يتم ذلك؟ ولماذا؟ ولكن ليس من حقه أن يمشي في الطريق الذي رسمه الديكتاتور الذي صار يرى في اليمن عزبة خلفها له السيد آدم أبو البشرية صلوات الله عليه، وصار يفرض على تفكير الناس قناعته بأنه ليس بعده وارث لهذه العزبة، وليست من حق أحد غيره، بل إن الذي ينازعه في إدارتها مارق يستحق أن يسفك دمه على الإسفلت في وضح النهار، ويستحق أن يقتل حتى لو كان في غرفة نومه، وسيأتي المهرج المدلّس الكذوب عبده الجندي ليقول للناس بأن ما يرونه من دماء تسيل ليست سوى بعضاً من الدهان "الرنج" الأحمر يصبه المتظاهرون المارقون على الشوارع، وأن جثامين الشهداء ليست أكثر من جثث يأتون بها جاهزة من المستشفيات لأناس قتلوا بحوادث مرورية أو توفوا فيها بأمراض مختلفة!!!! .
لقد أتيحت للرجل العديد من الفرص الطيبة ليخرج منها بقدر من العز والكرامة، ولكنه بددها بعناد وإصرار، لحكمة يعلمها الله، وهو الغالب على أمره، وما نعرفه أن دماء اليمنيين لا يمكن أن تذهب هدرا، لا يمكن أن يرضى الله بأن ينجوا القاتل من العقاب، لا يمكن أن يرضى الله سبحانه بأن ينجو الظالم من العقاب فلله ما أراد وما يريد وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، والمجد للشعب وثورته السلمية.. المجد للشباب قادة هذه الثورة السلمية في كل ميادين التغيير والحرية والشهداء.. المجد لليمن الديمقراطي الموحد.
kohsroof@yahoo.com
اللواء محسن خصروف
بصراحة..... 3085