قبل أيام كنت أشاهد إحدى القنوات الإخبارية وهي تعرض صورة لمتظاهر في إحدى المسيرات في سوريا وأثناء إنطلاق المسيرة كان هذا المتظاهر يردد مع بقية المتظاهرين (الشعب يريد إسقاط النظام ) وشعارات أخرى عندها لا أعلم ما الذي أصاب هذا المتظاهر ليوقعه على الأرض والذي أذهلني في الموقف أنه أثناء سقوط هذا الشاب المتظاهر سمعت وكأنه يقول (فزت بها ورب الكعبة) فاستغربت وراودني شعور غريب وتذكرت فوراً الصحابي الجليل (حرام بن ملحان) عندما أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم مع مجموعة من
الصحابة إلى بني قيس ليعلمهم القرآن فغدر به أحدهم وقتله فقال حرام (فزت بها ورب الكعبة) فلما سمعها الذي قتله ظل يفكر بهذه الكلمة حتى عرف طريق الصواب وأسلم .
فهل يا ترى إذا سمع واحدا من حكامنا أحد مواطنيه وهو يقول هذه العبارة قبل استشهاده هل سيقف مع نفسه
وسيحاسبها وسيتندم وسيلبي لشعبه مطالبهم وسيفعل كما فعل قاتل (حرام بن ملحان ) وسيعود لرشده ، أم أنه سيتفاخر وسيفتري على الشهيد وسيقول أنه كان من أنصاره ؟ علماً بان الذي قتل (حرام بن ملحان)
كان كافراً ومن ثم أسلم لكن حكامنا مسلمون ويعرفون الحلال والحرام ، ولذلك سيكون العقاب أشد .

رسائـــــل
*إلى الحكام العرب : تذكروا أن هناك رب هو من خلقنا وخلقكم وبيده كل شيء وأننا جميعاً مرجعنا إليه لا محالة فتذكروا  يوم أن تقفوا بين يديه وشعوبكم تشكيكم إليه وتقول : يا رب إن هؤلاء الحكام سفكوا
دمائنا و أحرمونا حقوقنا وتسلطوا علينا فنسألك برحمتك وعدلك أن تأخذ لنا حقنا من هم وتذيقهم من العذاب فأنت الحكم العدل وأنت وكيلنا .
أقول ما سيكون موقفكم أيها الحكام ؟ هل ستجهزون حراساتكم الخاصة للدفاع عنكم ، أم ستوكلون محامون ، أم أنكم ستكلفون بعض المشائخ بإصدار فتاوى تحرّم مقاضاتكم ، أم ستبلغون وزراء داخلياتكم ودفاعكم
بأن يحسموا الموقف ليخرجوكم مما أنتم فيه ؟
لا ورب الكعبة تذكروا بأنكم ساعتها ستكونون أمام عدالة السماء أمام الحَكَم الذي لا يُظلم عنده أحد . فاحذروا ولتتقوا الله ربي وربكم .
*إلى العلماء السلطويين: تذكروا بأن الله يراكم وأنه سيحاسبكم على كل كلمة تصدرونها وأن دماء الناس التي تُسفك أنتم أول من سيحاسب عليها وستتحملون الوزر الأكبر فيها ولتتذكروا حديث الحبيب المصطفى حين قال (لهدم الكعبة حجرآ حجرآ خير من إراقة دم امرء مسلم) صدق رسول الله.فما بالكم وأنتم تفتون؟
*إلى حماة الأوطان: نريد منكم أن تتخلصوا من حماية الكراسي وتتفرغوا لحماية الأوطان والشعوب لأن حماية الأوطان والشعوب_لا الأفراد والأسر_ هي مسؤوليتكم التي عاهدتم الله والوطن والشعب عليها فلتراجعوا أنفسكم ولا تصدقوا من يفتيكم بقتل الناس الأبرياء والعزل السلميين فقد أفتى العلماء الثقات بأن قتلهم محرما شرعا ولتتأكدوا من ذلك بأنفسكم لأن هذه دماء الناس لا مناورة ولا مساومة فيها ولتتذكروا قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (من همّ على أخيه بحديد ظلت الملائكة تلعنه حتى يدعها) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فما بالكم وبعضا من زملائكم يقتلون الأبرياء والعزل؟
*ولنتذكر جميعنا قول الله عز وجل (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ
أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ }المائدة32) صدق الله العظيم.

استراحة
على المرء أن يكون عظيما فيعترف بأخطائه وذكيا فيستفيد منها وقويا فيصححها.
أخيرا نسأل من الله أن يرزقنا الإخلاص في كل قول وعمل وأن يجنبنا وأوطاننا كل شر ومكروه إنه قادر على ذلك ولا تنسونا من خالص الدعاء.